قال سفير الجزائر السابق في مالي، عبد الكريم غريب، إن المكالمة الهاتفية التي أجراها ألان جوبي مع وزير الخارجية مراد مدلسي الإثنين الفارط، “إهانة للجزائر”، متسائلا “ما دخل جوبي في الحديث عن ليبيا مع مدلسي؟”، مضيفا أن “هذا التصرف الفرنسي إهانة للجزائر، فليس من حق فرنسا التدخل في هذه القضية بهذا الشكل” العقيد إبراهيم العايب: “من الممكن أن تكون الأجواء الحدودية الجزائرية قد اخترقت” وفيما يشبه انتقاد الموقف الرسمي الجزائري تجاه القضية الليبية، أعاب سفير الجزائر السابق بمالي، غياب التوعية على المستوى الشعبي والرأي العام وعلى مستوى وسائل الإعلام الجزائرية، مشيرا إلى أنه كان من الواجب على السلطات الرسمية إقناع الشعب بحقيقة ما يجري في ليبيا، وإفهامه أن القضية تتعدى نظام القذافي المستبد، وأنها أبعد من ذلك، ومتعلقة باستهداف المنطقة، وهنا قال “كنا نعتقد أن القضية محصورة في حاكم ظالم لكن الأمور بدأت تتضح”، مشيرا إلى أنه بات واضحا أن التدخل العسكري لم يكن بهدف حماية الشعب الليبي أو لأن الثوار الليبيين لا يملكون السلاح، فالسلاح متوفر لدى الطرفين، سواء بالنسبة للقوات الموالية لنظام القذافي أو بالنسبة لمعارضيه، فالتدخل مبني على أطماع أمريكية معروفة يضيف ضيف مركز الدراسات الاستراتيجية والعسكرية. وأضاف غريب، في نقاش أعده معهد الدراسات الاستراتيجية والعسكرية، حول “موضوع دور الجيش الأمريكي في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية”، أن مواقف الجزائر بدأت تتضح، في ظل المنحى الذي أخذته تطورات الوضع في ليبيا، وفي هذا الظرف بالذات يرى الدبلوماسي الجزائري أن مواجهة الخطر الأمني القادم من الجارة ليبيا، مرتبط بتجنيد الشعب الجزائري وتوحيده حول موقف واضح مما يجري في البلد الجار، وهو الرأي الذي وافقه عليه اللواء المتقاعد “عبد العزيز مجاهد“ حين شدد على أن “الحل الوحيد لمواجهة الخطر الأمريكي هو الشعوب”. وحول مستقبل الوضع في ليبيا، أوضح عبد الكريم غريب أن العقيد القذافي إما سيطيل بقاءه، وفي هذه الحالة سيتم تقسيم ليبيا، ويأخذ ثلاثة أرباعها التي يسيطر عليها، وفي الحالة الأخرى التي يذهب فيها عن الحكم، ستتحول ليبيا إلى عراق ثانية. ولم يخف الدبلوماسي الجزائري أن الأمور ليست بالهينة بالنسبة للجزائر في قضية مثل قضية ليبيا باعتبارها تجاورها، غير أنه تحفظ عن الخوض في التفاصيل كونه غير مخول للحديث، ولأن الأمور حساسة في هذا الظرف، وهو الأمر الذي ذهب إليه العقيد المتقاعد “إبراهيم العايب” حين لم يستبعد أن تكون قوات الناتو قد اخترقت الأجواء الحدودية الجزائرية، في تحليقاتها باتجاه ليبيا.