الاعتداء جاء بعد يومين من كشف ''النهار'' عن حركة تمرد داخل المخابرات المغربية نفت الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تطلق على نفسها تسمية ''تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' علاقتها بالتفجير الذي استهدف مقهى للسياح الأجانب في مدينة مراكش المغربية الأسبوع الماضي، وأعلنت تبرئها منه. وأوضح بيان للجماعة السلفية نُشر أمس، أن حادثة تفجير مقهى ''أركانة''، لم تكن عملية من تدبيره، قبل أن يشدد التنظيم الإرهابي على أنه يختار أهدافه ''في الزمن والمكان المناسبين''، مشيرا في نفس الوقت بأصابع الاتهام إلى النظام المغربي، حيث لم يتوان تنظيم عبد المالك درودكال عن اتهامه بالتورط في التفجير للفت الانتباه وتحويل النظر عن الاحتجاجات الشعبية في المغرب المطالبة بالإصلاح وتغيير النظام الملكي الحاكم. وكذب بيان الجماعة السلفية الاتهامات التي أطلقها أول أمس وزير الداخلية المغربي، عندما حاول تحميل مسؤولية تفجير مراكش للتنظيم الإرهابي. وفي هذا الإطار قال البيان ''نفي صلتنا بالتفجير ونؤكد أن لا علاقة لنا به لا من قريب ولا من بعيد''، مضيفا أنه رغم استهدافه الأهداف الغربية في كل مرة غير أن تعارض أي عمل إرهابي مع مسيرة الاحتجاجات القائمة التي يعرفها المغرب، يجعله يمتنع عن تدبير أي عملية على التراب المغربي، مشددا في نفس الوقت على أنه يختار عملياته في المكان والزمان المناسبين. واتهم بيان الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بصريح العبارة، النظام المغربي بالتورط في التفجير، حيث أشار إلى تزامنه مع الاحتجاجات والثورة الشعبية المطالبة بالإصلاح والتغيير في المغرب، مضيفا أن اعتداء مراكش كان هدفه إلهاء المغاربة وشغلهم في محاولة للتصدي لمطالب الشعب المغربي بالتغيير. وحث تنظيم درودكال المغاربة على الاستمرار في الثورة والاحتجاجات، إلى غاية قلب نظام الحكم الملكي في المغرب والتحرر من عبوديته. وجاءت الاتهامات الصريحة الواردة في بيان الجماعة السلفية بالإضافة إلى إعلانها تبرؤها من تفجير مراكش، بمثابة تأكيد لما انفردت بنشره ''النهار'' في أكثر من عدد، عندما أشارت إلى تورط نظام المخزن المغربي في التفجير، كونه جاء بعد 3 أيام من كشفها عن وجود حركة تمرد داخل جهاز المخابرات المغربية ''دي أس تي''، ويوما واحدا فقط بعد إعلان آلاف المغاربة بالتنازل عن الجنسية المغربية ومحاولتهم الهجرة بشكل جماعي نحو الجزائر عبر الحدود البرية، قبل أن يقوم الجيش المغربي بمحاصرتهم على بعد أمتار من الشريط الحدودي. وكانت ''النهار'' قد نشرت أمس مقالا حول قيام نظام المخزن بتسريب مزاعم عبر موقع إلكتروني إخباري مقرب من دوائر أمنية في المغرب، تتضمن معطيات وصورا لمتهمين يشتبه في تورطهم في تفجير مراكش. وجاءت تلك التسريبات حتى قبل الإعلان عن انتهاء التحقيقات في الاعتداء، وهو ما اعتبر بمثابة محاولة لتوجيه سير التحقيقات، خصوصا وأن أكثر من جهاز أمني غربي فتح تحقيقات مستقلة من جانبه في تفجير مراكش، مثل أجهزة الأمن الفرنسية، الروسية وجهاز ''أف بي آي'' الأمريكي. يشار في الأخير، إلى أن ما حدث في المغرب بشأن اعتداء مراكش سبق تسجيله أيضا في مصر خلال نظام حكم حسني مبارك، أين أثبتت تحقيقات أجريت بعد ثورة 25 جانفي الماضي، أن وزير داخلية مبارك حبيب العادلي، كان وراء تدبير عملية تفجير استهدف كنيسة في الإسكندرية للفت الأنظار وتشتيت الانتباه قصد مواجهة احتجاجات سياسية واجتماعية شهدتها مصر في تلك الفترة.