شؤون دينية : السيد بلمهدي يشرف على إطلاق بوابة الخدمات الإلكترونية    وهران: انطلاق الأشغال الاستعجالية لترميم "قصر الباي" في أقرب الآجال    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025 / الجزائر: "تأكيد التحسن المسجل في سبتمبر"    مجلس الأمة يشارك بنجامينا في اجتماعات الدورة 82 للجنة التنفيذية والمؤتمر 46 للاتحاد البرلماني الافريقي    السيد طبي يؤكد على أهمية التكوين في تطوير قطاع العدالة    الألعاب البارالمبية-2024 : مجمع سوناطراك يكرم الرياضيين الجزائريين الحائزين على ميداليات    الحكومة تعمل على القضاء على التجارة الالكترونية الفوضوية    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 41 ألفا و788 شهيدا    المبعوث الأممي دي ميستورا يصل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين    الوزير الأول الباكستاني يهنئ رئيس الجمهورية على انتخابه لعهدة ثانية    شرفة يبرز دور المعارض الترويجية في تصدير المنتجات الفلاحية للخارج    كأس افريقيا 2025: بيتكوفيتش يكشف عن قائمة ال26 لاعبا تحسبا للمواجهة المزدوجة مع الطوغو    حوادث المرور: وفاة 14 شخصا وإصابة 455 آخرين بالمناطق الحضرية خلال أسبوع    مجلس الأمن: دعوات إلى احترام سيادة لبنان وتجنب التصعيد في الشرق الأوسط    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: الطبعة ال12 تكرم أربعة نجوم سينمائية    مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي: سينمائيون عرب وأوروبيون في لجان التحكيم    توقيف 31 تاجر وإحباط إدخال 5 قناطير كيف قادمة من المغرب    توافد جمهور شبابي متعطش لمشاهدة نجوم المهرجان    هل الشعر ديوان العرب..؟!    مدى إمكانية إجراء عزل الرئيس الفرنسي من منصبه    المقاول الذاتي لا يلزمه الحصول على (NIS)    الرئيس تبون ينصب اللجنة الوطنية لمراجعة قانوني البلدية والولاية    وزير السياحة وعلى مستوى ساحة البريد المركزي بالعاصمة    المشروع التمهيدي لقانون المالية 2025- تعويض متضرري التقلبات الجوية    عبر الحدود مع المغرب.. إحباط محاولات إدخال أزيد من 5 قناطير من الكيف المعالج    يضم خمس نقاط..التوقيع على محضر محادثات بين الجزائر والنيجر في مجال المحروقات    رداً على "عدم إدانته" لهجوم إيران..الصهاينة يعلنون غوتيريش شخصاً غير مرغوب فيه    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب:الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    الجزائر تعلنها من جنيف.."عودة الأمن في الشرق الأوسط مرهونة بإنهاء الاحتلال الصهيوني"    بعد قرار سلطات الاحتلال بوصفه شخص غير مرحب به..الجزائر تعلن تضامنها التام مع الأمين العام للأمم المتحدة    متعاملون وفاعلون في قطاع المناولة : ضرورة ترقية آليات من شأنها تعزيز الإدماج الوطني    نعكف على مراجعة قانون حماية المسنّين    قافلة طبية لفائدة المناطق النائية بالبليدة    الجزائر تفقد المجاهد والمؤرّخ الزبيري    تدشين المعهد العالي للسينما بالقليعة    تحلية مياه البحر: الرئيس المدير العام لسوناطراك يعاين إعادة تشغيل محطة الحامة    حوادث الطرقات : وفاة 2082 شخصا وإصابة 8821 آخرين خلال 8 أشهر    حالات دفتيريا وملاريا ببعض ولايات الجنوب: الفرق الطبية للحماية المدنية تواصل عملية التلقيح    قوجيل: السرد المسؤول لتاريخ الجزائر يشكل "مرجعية للأجيال الحالية والمقبلة"    بيتكوفيتش يكشف عن قائمة اللاعبين اليوم    بن جامع يقدم مرافعة قوية ضد ممثل المغرب في الأمم المتحدة    تدشن المعهد الوطني العالي للسينما:الجزائر تمهد للولوج إلى لاقتصاد السينمائي    كوثر كريكو : نحو مراجعة القانون المتعلق بحماية الأشخاص المسنين وإثراء نصوصه    الدورة التاسعة : الإعلان عن القائمة القصيرة لجائزة محمد ديب للأدب    عين تموشنت.. توقف نشاط محطة تحلية مياه البحر لشاطئ الهلال من أجل أشغال الصيانة    إجراءات وقائية ميدانية مكثفة للحفاظ على الصحة العمومية.. حالات الملاريا المسجلة بتمنراست وافدة من المناطق الحدودية    الجزائر تترأّس لجنتين هامّتين    حرب باردة بين برشلونة وأراوخو    منتخب الكيك بوكسينغ يتألق    توقيع اتفاقية شراكة في مجال التكفل الطبي    هذا جديد سلطة حماية المعطيات    اللجنة الطبية التي تم إرسالها تعمل بكل جد وتفان    خطيب المسجد النبوي: احفظوا ألسنتكم وأحسنوا الرفق    مونديال الكيك بوكسينغ : منتخب الجزائر يحرز 17 ميدالية    هذا العلاج الشرعي للوسوسة..    الحياء من رفع اليدين بالدعاء أمام الناس    عقوبة انتشار المعاصي    حق الله على العباد، وحق العباد على الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



''قاعدة'' التفكيريين تلجأ للمقصّ لتغليط الرأي العام و''تضليل'' بن لادن !
نشر في الشروق اليومي يوم 09 - 05 - 2007

بعد قرابة الشهر عن تفجيرات الحادي عشر أفريل بالجزائر العاصمة، عاد "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"(الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا)، ليبث شريطا مصورا يتضمّن بعض مشاهد الاعتداءات التي خلفت 30 قتيلا وعشرات الجرحى حسب حصيلة رسمية. التسجيل المصور الذي بثته قناة "الجزيرة" القطرية، أمس، أظهر أساسا أمير "القاعدة في المغرب الاسلامي"، عبد المالك دوركدال، المدعو "أبو مصعب عبد الودود"، وهو يحث أتباعه على العمل المسلح وفق نهج التيار التكفيري، قائلا:
"هذه حرب صليبية على الإسلام ومعركة مصيرية بين الكفر والإيمان، فمن فاتته هذه الحرب فاتته فرصة العمر وحرم الأجر"(..) !، وتظهر مشاهد أخرى، الانتحاريين الثلاثة، وهم يدلون "بوصاياهم"، فيما تظهر أيضا بعض المشاهد تحضيرات للاعتداءات وبعض التقنيات المستخدمة، وكذلك الإنفجارات التي نفذت بسيارات مفخخة.
وتتساءل أوساط مراقبة، عن أسباب وأهداف نشر هذه المشاهد "الانتقائية" بعد قرابة الشهر؟، ولماذا اختارت "القاعدة" هذه القناة التلفزيونية هذه المرة، علما أنها متعودة على بث تسجيلات مصورة لاعتداءاتها وفق منهجها التفكيري، عبر موقعها على شبكة الإنترنيت، مثلما حدث مثلا مع اعتداء بوشاوي الذي استهدف حافلة تنقل عمالا أجانب؟، وقد نشرت "القاعدة" عبر موقعها، صور الانتحاريين الثلاثة لتفجيرات 11 أفريل. "تأجيل" تنظيم "القاعدة" لبث شريطها المصور حول تنفيذ "الإعتداء الانتحاري" الذي استهدف بسيارة مفخخة قصر الحكومة، يدفع مراقبين إلى تحليل هذا التصرّف "الإعلامي" (المتأخر) الموجه إلى الرأي العام الدولي، عن طريق "الاستنجاد" بقناة "الجزيرة" بغية توجيه "رسالة" إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدين، ويمكن بهذا الصدد تسجيل الملاحظات التالية:
أولا: بث الشريط المصور بعد شهر، وعبر "الجزيرة" وليس موقع "القاعدة" في الأنترنيت، يشير إلى "الأزمة" الداخلية التي تعصف بالتنظيم، خاصة بين "قيادييها"، وتحديدا بين "هيئة الأركان" و"الهيئة الشرعية" و"اللجنة الإعلامية"، وقد يكون تأخير بث الشريط، راجع إلى الإنشغال في الأيام الماضية بمهمة "تنقية وتصفية" الفيلم من لقطات الإعتداء الذي أثار الفتنة داخل التنظيم والردود المستنكرة خارجه.
ثانيا: الصور "الإنتقائية" تبرز أن "القاعدة" أو "فريق فيها"، إختار بدقة وعن قصد مشاهدا تبين "عموميات" حول تنفيذ التفجير، وقد أظهرت لحظات الانفجار، دون أن تسلط عدسة كاميراتها على جثث المدنيين الأبرياء الذين سقطوا في الشارع.
ثالثا: إبعاد الكاميرا عن مشاهد أشلاء النساء والأطفال والأبرياء، خلال عملية التصوير، أو "إخفاء" هذه الصور وعدم تقديمها لقناة "الجزيرة"، يعكس برأي متابعين، محاولة "القاعدة" إخفاء الحقيقة وتمييع الوقائع ومخادعة الرأي العام، والتهرب من تحمل تبعات الجريمة، خاصة بعد حملات التنديد والإستنكار الداخلي والخارجي حول المنهج التفكيري أو منهج "البغاة" و"الغلاة" الذي تعتمده قيادة هذا التنظيم في الجزائر.
رابعا: أراد الشريط أن "يثبت" حسب استنتاجات مراقبين، أن اعتداءات الأربعاء الأسود، كانت بالفعل تفجيرات انتحارية، حيث ركّز على ما سماه "وصايا" المنفذين، وذلك بهدف بعث "الحماس والأمل" في صفوف عناصر التنظيم الذي يعتمد المنهج التفكيري، ومحاولة تبديد الرعب لديهم ورفضهم لمنطق الانتحار واستهداف الأبرياء.
هذه الملاحظات، تؤكد برأي أوساط متابعة، اليأس والتخبّط والعزلة، التي تواجهها "الجماعة السلفية" بعد تغيير تسميتها إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وقد تزامن توقيت بث الشريط عبر "الجزيرة"، مع المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام، إستنادا لإعترافات وشهادات التائبون والفارون بعد إعتداءات 11 أفريل، وهو ما يعطي الإنطباع برأي ملاحظين، بأن "قيادة" التنظيم تحاول "امتصاص الغضب" و"تطمين" عناصره بإظهار صور مزيفة وغير كاملة عن الجريمة.
ويعتقد خبراء في المجال الأمني، أن تفجيرات الأربعاء الأسود، أو كما أسمتها "القاعدة" ب "غزوة بدر"، فضحت أكاذيب التنظيم لكسب "تضامن وتعاطف" الرأي العام، عندما إدعى في بيانات تبني تفجيري درقانة ورغاية، بأنه نفذ عملياته ليلا بهدف "تجنب إراقة دماء المسلمين والمدنيين والأبرياء"، وهي نفس الأكذوبة التي تكرّرت مع التفجيرات التي استهدفت 7 نقاط أمنية عبر ولايتي بومرداس وتيزي وزو، غير أن تنفيذ تفجيرات العاصمة، صباحا وفي وضح النهار، حيث تكثر حركة السكان، أسقط القناع، وهو ما يكون وراء مسارعة "القاعدة" بعد نحو الشهر، إلى إظهار شريط مصور خضع للمقص، يخفي مقتل عشرات المواطنين العزل.
ولا يستبعد مراقبون، بأن بث الشريط بعد كل هذه المدة عن تاريخ تنفيذ التفجيرات الإرهابية، يقرأ نتائج "مفاوضات" أو "صفقة" أو "مقايضة" تمت بين "قيادات وقواعد" تنظيم "القاعدة"، عقب الزلزال العنيف الذي ضرب استقرارها وانسجامها، خاصة بعد فرار عدد من المسلحين ودخول بعضهم الآخر في اتصالات للاستسلام، والقضاء على "الرجل الثاني" في التنظيم، وإستنكار عائلات "الانتحاريين"، وكذا الحديث عن رغبة أمير المنطقة الصحراوية، مختار بلمختار(الأعور) في التخلي عن النشاط المسلح والاستفادة من ميثاق السلم، إلى جانب الدعوات التي وجهها الأمير السابق ل "الجماعة السلفية"، حسان حطاب، لعناصر التنظيم من أجل توقيف نشاطاتهم الإرهابية، وسط الحديث عن تغييب ما يسمى ب "الهيئة الشرعية".
ولا تستبعد أوساط متابعة، في سياق متصل، أن يكون بث الشريط المصور، في هذا الوقت بالذات، يعني إنتصار فريق على فريق آخر داخل "الجماعة السلفية"، بعد صراعات وخلافات أفرزتها تفجيرات الأربعاء الأسود، وقد تكون "العصبة" المعارضة لمثل تلك الإعتداءات هي من إنتصرت في حربها، فسارعت إلى بث صور "نظيفة" حتى "تبرئ" التنظيم أو تبيّض صورته(..)، كما يمكن ل "العصبة" المتشددة، أن تكون وراء بثت الشريط عبر "الجزيرة"، بطريقة إنتقائية تزيح عنها شبهة قتل الأبرياء، وذلك بهدف البقاء على رأس القيادة مقابل "الإعتذار" أو "طلب الغفران" من "الغاضبين" بالتنظيم المسلح لتوقيف إتساع دائرة التمرد والعصيان !.
مثل هذه الإحتمالات والتخمينات، تأتي موازاة مع تأكيد تائبين من "القاعدة"، بأن أمير التنظيم، "أبو مصعب عبد الودود"، يواجه معارضة شديدة لنهج التفجيرات في الأماكن العامة، وكشف أحدهم إستسلم بعد إعتداءات 11 أفريل، بأن "ضباط شرعيون تحفظوا على منهج القاعدة"، فيما ذكر إرهابي مازال ضمن التنظيم، في رسالة إلى أجهزة الأمن، بأن "أبي مصعب يخفي في بياناته قتل المدنيين لتجنب رد فعل بن لادن"، موازاة مع حديث عن تعيين "قيادات جديدة" في "القاعدة" التي تلجأ حسب بعض الإعترافات إلى "توريط شباب بعمليات كبرى قبل إكتشاف الحقيقة في الجبل".
الرجل الأول في تنظيم "القاعدة"، أسامة بن لادن، كان حسب بيان "الإلتحاق" الذي نشرته في وقت سابق "الجماعة السلفية"، وراء توقيع "الإذن والترخيص" بتغيير التسمية، لكن مراقبين، يرسمون علامات إستفهام وتعجب، أمام "موقف" بن لادن، من "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، خاصة في الشق المرتبط بالإعتداءات الإنتحارية وإستهداف الأماكن العمومية وإستباحة دماء المدنيين، وهنا لا يستبعد محللون، أن يكون الشريط الذي بثته "الجزيرة"، هدفه "تغليط وتظليل" بن لادن، حتى لا يسحب "ثقته" عن قيادة "الجماعة السلفية" سابقا، علما أن الإعتداءات المرتكبة من طرف "القاعدة" في السعودية مثلا، تتم تحديدا ضد ما يسمى "بالمصالح الصليبية" والأجنبية، وهو الشعار الذي تبنته "القاعدة" في الجزائر، لكن تفجيرات الأربعاء الأسود عرّت إستراتيجية وأهداف التنظيم الإرهابي.
ج/ لعلامي:[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.