'اليهود أصحاب قضية وسنضربهم قريبا نشرت مواقع إلكترونية مقربة من تنظيم ''القاعدة''، ليلة أول أمس، مجموعة مقتطفات من أشرطة فيديو لزعيم التنظيم الإرهابي أسامة بن لادن، بعضها جرى نشرها في وقت سابق وبعضها يتم الكشف عنها لأول مرة. وظهر بن لادن في أحد تلك الأشرطة التي بلغ عددها تسعة، يتحدث لعناصر من تنظيمه، محاولا تبرير أسباب عدم قيام ''القاعدة'' بتدبير عمليات ضد اليهود والمصالح الإسرائيلية، وتفضيل ضرب الأمريكان، فيما بدا بأنه رد على الانتقادات الموجهة للتنظيم الإرهابي بشأن تركيزه في عملياته على المدنيين من المسلمين وعدم ضرب إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقال بن لادن في هذا الإطار، أن ''أمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة''، مشيرا إلى أن ضرب الأهداف الأمريكية له نفس التأثير مثل ضرب إسرائيل، ومضيفا ''إذا قام خصمك بتحصينات شديدة على وجهه اليمين فلا تضيع وقتك واضرب وجهه اليسار فيموت''، قبل أن يوضح بقوله أن لإسرائيل تحصينات شديدة، بالإضافة إلى أنهم ''أصحاب عقيدة وقضية''، على عكس الأمريكان الذين قال عنهم بن لادن أنهم أهداف سهلة، لكونهم منتشرين في كافة أنحاء العالم و''يحاربون من دون قضية أو اقتناع''. وظهر بن لادن يتحدث وسط حشد من أنصاره وأتباع تنظيم القاعدة، وسط غرفة مظلمة، وبدا أنه كان يجيب عن سؤال لأحد الأتباع يحمل الكثير من اللوم والعتاب على عدم ضرب إسرائيل، قبل أن يختم بن لادن كلامه بالقول ''لكن ستكون هناك ضربات ضد اليهود قريبا''. وفي شريط آخر، ظهر بن لادن يجيب على سؤال طرح عليه بشأن الاتهامات الموجهة له بالعمل لفائدة المخابرات الأمريكية وعلاقته بها، حيث حاول زعيم القاعدة نفي تلك الاتهامات، غير أنه بدا متلعثما ومشتت الأفكار مكتفيا بالقول أن تلك الاتهامات غرضها ''التشويه''، قبل أن يعترف بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لعبت دورا في دعم المقاتلين الأفغان خلال فترة الغزو السوفياتي لأفغانستان، مثلها مثل باكستان والدول الخليجية، التي قال عنها أن حكامها فعلوا ذلك ''خوفا على عروشهم من الزحف الروسي''. وخلص بن لادن في رده على اتهامه بالعمالة بالقول ''الأمريكان يكذبون وأتحداهم أن يبرزوا أي دليل.. بل بالعكس لقد كانوا عالة علينا''، مختتما حديثه بتفسير واحد للدعم الأمريكي الذي قدمته واشنطن للأفغان العرب خلال الثمانينات بقوله ''المصالح تقاطعت.. وهذا لا يعني أننا كنا على اتفاق''. أوباما يوجّه خطابا للعالم الإسلامي حول مقتل بن لادن ذكرت صحيفة ''وول ستريت جورنال''، أمس أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما سيلقي خطابا للعالم الإسلامي، عقب مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ووسط الاضطرابات التي تجتاح دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وذكرت الصحيفة أن اوباما يعد خطابا شاملا يتوقع أن يلقيه الأسبوع المقبل، سيؤكد فيه على أن مقتل بن لادن والثورات الشعبية التي يشهدها العالم العربي تؤكد الرأي الأمريكي، بأن تنظيم القاعدة المتطرف لم يعد له دور في العالم العربي. وصرح بين رودس نائب مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض للصحيفة بأنه من المرجح أن يلقي أوباما الخطاب قبل بدئه جولة تستمر خمسة أيام في أوروبا، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من مقتل بن لادن في عملية نفذتها فرقة أمريكية خاصة في باكستان، وصرح للصحيفة أن مصادفة التوقيت مثيرة للاهتمام وهو أن مقتل بن لادن، جاء في نفس الوقت الذي يظهر فيه نموذج تغيير في المنطقة يعاكس تماما نموذج بن لادن. وقال مسؤولون أن أوباما سيؤكد على أن بن لادن كان يمثل نهجا فاشلا يمثل الماضي فيما تندلع حركات شعبية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثل المستقبل.