يحمل الفيديو الأخير الذي أفرجت عنه، أمس، وزارة الدفاع الأمريكية، لزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، أكثر من رسالة سياسية، وكأن بقادة البينتاغون يودون إرسالها إلى العالم الإسلامي في شقه المؤمن ببن لادن، الذي أزعجهم خبر وفاته عقب العملية التي قامت بها أجهزة الاستخبارات الأمريكية في باكستان، الأسبوع الماضي بعيدا عن وصف البعض من المراقبين لذلك الفيديو بأنه ليس أكثر من واحد من الأفلام "البنتاغونية"، خاصة وأن الفيديو ظهرت فيه لحية بن لادن يغطيها الشيب الأبيض وهو ما يتعارض مع لون اللحية التي لطالما أطل بها بن لادن عبر عدسات الكاميرا، بالإضافة إلى أنها لا تتطابق مع صورته الأخيرة الذي ظهر بها في أحد الصور المسربة لأجهزة الاستخبارات الأمريكية عقب الإجهاز عليه. إلا أن الفيديو حمل في مشاهده تفاصيل حياة بن لادن الغريبة والمليئة بالفوضى، وفقا لرواية البينتاغون. ويظهر بن لادن، حسب الفيديو المسرب، غير آبه بالنظافة ولا بترتيب أغراضه، وكأن الرجل يعيش أعنف حالات الفقر المدقع والوحدة القاتلة، رغم أنه متزوج ويمثل رمزا لواحد من أبرز التنظيمات الدينية وهو ما يجعل جميع أتباعه يتسابقون إلى خدمته. و هو ما لا يبدو عليه بن لادن الزعيم في الفيديو الذي يظهر فيه وهو يشاهد جهاز تلفزيون صغير الحجم ويظهر في الفيديو أيضا جهاز استقبال "رسيفر"، ومجموعة من الوصلات الكهربائية مبعثرة في الغرفة الضيقة التي توسطتها وسادة مرمية على الأرض، بينما يملأ أرجاء الغرفة وأدراج طاولة التلفاز الغبار والأتربة في مشهد تراجيدي. في آخر فيديو نشر لأسامة بن لادن بعد تأكد خبر وفاته البنتاغون يطلق أشرطة فيديو لأسامة بن لادن وهو يشاهد نفسه على التلفاز أكد مسؤول كبير في الاستخبارات الأمريكية السبت 07-05-2011 أن أسامة بن لادن كان لايزال "زعيما نشطا للقاعدة"، يصدر تعليمات للتنظيم من منزله في مدينة أبوت أباد الباكستانية، حيث قتل الاثنين في هجوم نفذته فرقة كوماندوس أمريكية. وبثت الولاياتالمتحدة عدة أشرطة فيديو يظهر في أحدها أسامة بن لادن بلحية رمادية وهو يشاهد نفسه على التلفزيون، وذلك بعد أن صادرتها فرقة الكوماندوس الأمريكية التي شنت هجوما على منزل زعيم القاعدة وقتلته في باكستان، كما أفاد صحافيون في "فرانس برس". من جهته، أكد مسؤول كبير في المخابرات الأمريكية أن أشرطة الفيديو والوثائق التي صادرتها فرقة الكوماندوس الأمريكية من منزل أسامة بن لادن في أبوت أياد تشكل "أضخم" مواد يتم الحصول عليها عن زعيم القاعدة الذي قتل خلال هذا الهجوم. وقال هذا المسؤول، طالبا عدم ذكر اسمه "بفضل هذا الهجوم حصلنا على أضخم كمية من الوثائق عن زعيم إرهابي". وأوضح أن فرقة الكوماندوس التي شنت هذا الهجوم عثرت في منزل بن لادن على أشرطة مسجلة وأجهزة كمبيوتر وملاحظات خطية. وكان مسؤول أمريكي آخر أكد الأربعاء مصادرة نحو عشرة أجهزة كمبيوتر وأقراص صلبة ونحو مائة من معدات تخزين للمعلومات (أقراص مدمجة وأشرطة دي.في.دي ومفاتيح يو.أس.بي). ومن هذه المواد أشرطة فيديو بينها خمسة أشرطة لبن لادن بثت السبت.