أقدم أمس، شاب في الثلاثينات من عمره على وضع حد لحياته، شنقا بمنزله الواقع بغابة المسواسي بالحي القصديري، المسماة بحي محمد قاسم التابعة لحي الرويسو ببلكور في العاصمة. وحسب جيران وأصدقاء الضحية الذين صرحوا ل''النهار'' بذات الحي القصديري، بعد أن رفض أخو الضحية إفادتنا أي تصريح، ومنعنا من دخول بيته بعد أن دمعت عيناه بالبكاء وراح يدعو برحمة الوالدين بالاكتفاء بنقل الخبر، معللا ذلك بأنها قضية شخصية، وقد قام الضحية بشنق نفسه بواسطة حبل ربطه على مستوى خشبة البيت القصديري، ولف حول عنقه منشفة، وأضاف أصدقاء الضحية والجيران أنه، عندما عادت والدته من العمل حوالي الساعة الثالثة والنصف زوالا، لتتفاجأ بعد فتح الباب بفلذة كبدها معلقا في حبل ومن هول ما شاهدت أخذت تصيح بصوت عال، مما دفع بالجيران إلى الجري سريعا نحو المنزل ليشاهدوا الشاب معلقا بالحبل.وأكد الجيران وأصحاب الشاب، أنه كان شابا مستقيما ومواظبا على الصلاة ولا يعاني من أي اضطرابات عقلية وهو في حالة صحة جيدة والدليل على ذلك، أنه يعمل كبائع للذهب، إضافة إلى أنه كان مهذبا مع كل الجيران. وأوضح شاب، قال أنه صديق الضحية أنه تناول صباح أول أمس القهوة معه في المقهى وكان في صحة جيدة، ''لم أصدق أبدا أنه قد وضع حدا لحياته هكذا''، مضيفا أن الشاب متعلم ومتدين وليست له سلوكيات سيئة ولم يكن يرافق أصحاب السوء أو ما شابه، حيث إنه يشاهده صباحا عند التوجه إلى العمل وعند العودة مساء ولا يختلط بعامة الناس كثيرا، وجميع الناس يحبونه لأنه -يقول صديق الضحية- لم تكن له أي عداوة مع أحد من الجيران في الحي ولا تظهر عليه أي علامات من القلق أو شيء من ذلك القبيل. ومن جهة أخرى، قال سكان الحي الذين التفوا حولنا، بأن الشاب قتل نفسه بسبب الضغوط التي يعانيها، خاصة أنه لا يملك السكن والبيت القصديري الذي يسكنه ضيق ولا يسع لأسرته المتكونة من أمه وأخوين وعدة أخوات، بعد الوعود التي يتلقونها من قبل السلطات بعد أن مضى أكثر من 51 سنة من سكنهم بذلك الحي الذي تنعدم فيه شروط الحياة، إضافة -حسب السكان دائما- إلى انتشار الآفات الاجتماعية المختلفة، ''حيث سبق أن قام شيخ بوضع حد لحياته بذات الحي قبل ثلاثة أشهر، بعد أزمة السكن وانسداد الأبواب في وجهه ورفض السلطات تنفيذ وعودها بإعطائنا سكنات لائقة''. وخلال تنقل ''النهار'' إلى موقع الحدث وجدت رجال الحماية المدنية والشرطة التي تنقلت إلى الحي لمعاينة الحادثة وفتح تحقيق عن الحادثة التي تبقى مجهولة إلى غاية كتابة هذه الأسطر.