اقتحمت عصابة مسلحة أمس محلا لبيع المجوهرات ببلدية بئر توتة بالعاصمة وسرقت كل ما يحتوي عليه في وضح النهار، بعد تكبيل صاحبه بالأغلال وتكميمه بقطعة قماش من أجل منعه من الصراخ أو طلب النجدة، خاصة وأن هذا الأخير يقع بين عدة محلات متقاربة لا يفصل بينها سوى أسوار البنايات، فضلا عن حركة المرور والسكان الذين كانوا بالحي، ولم يتمكنوا من تمييز أفراد العصابة الذين دخلوا بصفتهم زبائن عاديين، ونفذوا سرقتهم على الطريقة البوليسية بمعنى الكلمة. وتنقلت ''النهار'' فور علمها بالحادث إلى عين المكان وتحدثت إلى شهود عيان وصاحب المحل الذي كان خلالها لايزال عند رجال الشرطة للتحقيق، حيث يقع المحل في حي ثانوي على اليمين من الشارع الرئيسي علي بوحجة، على بعد حوالي 150 متر من مقر الأمن الحضري، حيث تنقلنا بداية بين عدة شوارع قبل وصولنا إلى المحل المطلوب، الذي احتضن أحداث الفاجعة التي ألمّت بسكان الحي.كان المحل المسمى ''مجوهرات أكرم'' مغلقا عند وصولنا إليه وكان هناك أصحاب المحلات المجاورة يتحدثون عن القصة التي لا تحدث إلا في أفلام هوليود بالنسبة إليهم، اقتربنا منهم وسألنا عما إذا كان هذا المحل هو نفسه الذي نبحث عنه فأكدوا لنا ذلك، وأخذ أحدهم يحدثنا عن الفاجعة التي ألمّت بجاره محمد صباحا عند التاسعة تقريبا أو تزيد قليلا.قال صاحب المحل المجاور أنه مستعد لسرد القصة الكاملة، بعدما أجابنا عن سؤالنا بشأن وجهة صاحب المحل، الذي قال إنه عند مصالح الأمن، وكان هو الآخر يستعد للحاق بمصالح الأمن الذين حضروا من أجل استدعائه وبقية أصحاب المحلات المجاورة لسماعهم كشهود في الحادثة، حيث قال إنه حضر ومحمد المجوهراتي صباحا ككل يوم من أجل فتح المحل وبداية العمل، حيث يقيم هذا الأخير بمنطقة ''الدكاكنة''.وأضاف على لسان محمد الذي كان شريكا في المحل مع شخص آخر أن اللصوص اقتحموا الدكان ووضعوا مسدسا على رأسه، مهددين إياه بالقتل في حال أبدى أية مقاومة، كما أنهم وضعوا الرصاصة في ''بيت النار'' أمامه ومكّنوه من معاينة المسدس، حيث تأكد من أنه حقيقي، الأمر الذي حمله على الصمت وعدم المجازفة بمقاومتهم، كما ضرب على رأسه بالمسدس -حسب تصريحاته لأصحاب المحلات المجاورة. تحدثنا قليلا عند عتبة المحل -يقول صاحب محل القياسات المحادي لمحل المجوهرات المسروق، وشربنا القهوة مع بعضنا قبل أن يدخل ''محمد'' إلى محله وأفتح أنا باب دكاني، حيث أخذ كل منا ينظف أرضية محله، ولم يمضِ على ذلك 5 دقائق فإذا بزبون يدخل محلي، فخضت معه في حديث حول انشغاله، فإذا بمحمد يدخل علي بالمحل مكبل اليدين ومكمم الفم وهو يصرخ ويقول لقد اعتدوا علي.يقول محدث ''النهار'' خرجت مسرعا فلم أجد أحدا وإذا بالمحل خال على عروشه، مشيرا إلى أن عمال النظافة الذين كانوا بالحي صرّحوا أن العصابة تتكون من شخصين يرتديان ملابس سوداء ويحملان محفظة، كانا على متن سيارة من نوع ''ALTO'' سوداء كانت مركونة عند نهاية الشارع، إلا أنهم لم يظهروا أية إيحاءات بالسرقة، وإنما دخلوا إلى محل محمد وخرجوا منه بصفة عادية، وتبين أنهم لصوص فقط بعد خروج محمد بعدهم مكبلا ومكمم الفم.وأخذ اللصوص -حسب جار محمد- كل المجوهرات التي يحوز عليها هذا الأخير والتي كانت بالمحل، ذلك أنهم انقضّوا عليه مباشرة عقب فتح الخزانة التي يخفي فيها مجوهراته، فأخذوها وفروا هاربين، مشيرا إلى أنه خرج مباشرة عقب رؤية جاره مكبلا، إلا أنه لم يرَ أحدا بالرغم من قصر المدة الزمنية، مشيرا إلى أنهم دخلوا عليه بدون تنكر، مما يوحي إلى أنهم ليسوا أبناء المنطقة، خاصة وأن بلدية بئر توتة والحي لم يشهدا أية عملية من هذا النوع قبل هذا.