قتل سبعة عشر متظاهرا سوريا بينهم طفل على الأقل في مظاهرات ''جمعة الحرية'' بعدما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين في كل من مدينة حمص وسط البلاد، وبلدة الصنمين المجاورة لمدينة درعا، بحسب مصادر طبية وحقوقية. شارك آلاف السوريين في مظاهرات في بانياس والقامشلي والعاصمة دمشق وحمص، في تحد علني آخر للقوات الأمنية التي لم تقابل المتظاهرين سوى بمزيد من العنف، بحسب ما ذكر شهود عيان. ونقلت هيئة حقوقية سورية أن مدينة بانياس الساحلية التي اقتحمها الجيش هذا الشهر شهدت أضخم مظاهرة منذ بدء الانتفاضة في جنوب سوريا قبل تسعة أسابيع. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن دوي إطلاق النار سمع في بانياس. وفي حماه قال شهود عيان أيضا إن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز على آلاف المتظاهرين حين احتشد حوالي عشرون ألف شخص في منطقتين منفصلتين. واستعملت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين في بلدة التل شمال دمشق. ورصدت وسائل إعلام قيام الجيش السوري بنصب خيام على مقربة من الحدود اللبنانية. واستحدث الجيش السوري مواقع له في العريضة المحاذية للحدود مع لبنان صباح أمس، ناشراً عدداً من العناصر والآليات مقابل منطقة وادي خالد اللبنانية، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. وفي الصباح الباكر من نهار أمس، بدأ نحو مائة جندي من العناصر المنتشرة في هذه المواقع يهتفون ''بالدم بالروح نفديك يا بشار''، على مرأى من عشرات اللبنانيين والسوريين النازحين من سوريا الذين تجمّعوا على الضفة اللبنانية من النهر الكبير الذي يفصل بين البلدين. ومن جهته، قام الجيش اللبناني بجولة مراقبة على البيوت وأماكن وجود النازحين السوريين، وهو ما أثار حالة من الذعر لديهم خوفا من ترحيلهم، فيما تراجعت حركة النازحين إلى الأراضي اللبنانية بسبب إغلاق المعابر الحدودية. وفي حصيلة المواجهات، وطبقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يوجد مقره بلندن، فإن حصيلة ضحايا الاحتجاجات في سوريا بلغت 804 مدنيين و134 من الجيش وقوى الأمن منذ اندلاعها منتصف مارس الماضي، كما تم اعتقال أكثر من تسعة آلاف شخص. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من أربعة آلاف شخص نزحوا إلى دول الجوار هربا من ''قمع'' المظاهرات. ونقلت ''أسوشيتد برس'' عن متحدث باسم المفوضية أن 1400 شخص معظمهم من النساء والأطفال فروا إلى لبنان خلال أسبوع فقط خاصة من بلدة تلكلخ. وقال الرئيس اللبناني السابق إميل لحود تعليقا على ما يجري في سوريا أن ما يحدث إنما هو مسلسل ممنهج من الاعتداءات المسلحة على القوى الأمنية والعسكرية في مناطق محددة بهدف ضرب استقرارها الأمني والاجتماعي والاقتصادي تمهيدا لإبعادها عن خط المقاومة والصمود.