واشنطن تهدّد باتخاذ»خطوات جديدة» ضد سوريا لوقف قمع المتظاهرين هددت أمس الولاياتالمتحدةالأمريكية باتخاذ خطوات جديدة ضد الحكومة السورية في ردّها على مقتل قرابة 27 محتجا أول أمس الجمعة، في احتجاجات خرج خلالها آلاف المتظاهرين بعد صلاة الجمعة في مدن بمختلف أنحاء سوريا من بانياس على ساحل البحر المتوسط إلى القامشلي في الشرق الكردي مطالبين بإنهاء حكم الرئيس بشار الأسد وفك الحصار عن منطقة درعا. ومن جهته اتفق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على ما وصفه بقمع النظام السوري للمحتجين والذي يقول ناشطون حقوقيون أنه خلف مقتل أكثر من 580 شخصا، وقال جاي كارني السكرتير الصحفي للبيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن تحركات سوريا «تبرر ردا دوليا قويا» في ظل عدم وجود تغيير ملموس في الأسلوب الحالي للحكومة السورية مطالبا بوقف «قتل الحكومة للمحتجين»، وأضاف أن الولاياتالمتحدة وشركاؤها الدوليون سيقومون باتخاذ خطوات إضافية لتوضيح اعتراضهم «القوي» على أسلوب معاملة المتظاهرين السوريين، وقد طرح محتجون على صفحة «الثورة السورية» على موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي على الرئيس السوري بشار الأسد حلولا للخروج من الأزمة، أبرزها تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية بعد ستة أشهر، متمنين «ألا يتصرف مثل العقيد الليبي معمر القذافي». وفرضت الولاياتالمتحدة في الأسبوع الماضي عقوبات ضد بعض الشخصيات في الحكومة السورية، وقال التلفزيون الحكومي السوري أن ضابطا في الجيش وأربعة من رجال الشرطة قتلوا في حمص على أيدي «عصابة إجرامية» لكن ناشطا آخر قال أن شهود عيان اخبروه أن تسعة من رجال الجيش انشقوا على الأسد في حمص وانضموا إلى المحتجين وربما اشتبكوا مع جنود آخرين، كما وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي الجمعة على فرض تجميد للأصول وقيود على السفر ضد نحو 14 مسؤولا سوريا مسؤولين عن أعمال القمع العنيفة، ولم يكن الأسد شخصيا بين المستهدفين بالعقوبات التي تأتي بعد موافقة الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي من حيث المبدأ على فرض حظر للسلاح على سوريا، وسوف يتم إقرار هذه الإجراءات يوم الاثنين إذا لم تعترض أي من الدول أعضاء الاتحاد. وأكد دبلوماسي غربي أن السلطات ألقت القبض على 7000 شخص منذ بدء الاحتجاجات في 18 مارس الماضي في درعا، واستشهدت منظمة هيومن رايتس ووتش بأرقام أوردتها جماعات حقوقية سورية تؤكد وقوع 350 قتيلا في درعا، وقالت السلطات السورية إن الجيش بدأ يوم الخميس الماضي في الانسحاب من درعا لكن سكانا قالوا إن المدينة مازالت تحت الحصار. وكالة «رويترز» نقلت عن ناشطين سوريين أن وحدات من الجيش اقتحمت مدينة بانياس المضطربة بالدبابات، وأكد ناشطون لوكالة «فرانس برس»، أن الدبابات دخلت إلى المدينة في وقت مبكّر من صباح أمس السبت وتحاول التوجه إلى الأحياء الجنوبية معقل المتظاهرين وقالوا أن سكاناً شكلوا «دروعاً بشرية» لمنع الدبابات من التقدم تجاه هذه الأحياء، فيما قطعت الاتصالات والكهرباء في المدينة كما تطوق دبابات قرية البيضا المجاورة. من جهتها، ذكرت اللجنة السورية لحقوق الإنسان المعارضة أن نحو 40 سورياً قتلوا في احتجاجات أول أمس الجمعة، وكان حقوقيون سوريون قالوا إن 26 متظاهراً قتلوا برصاص الأمن، 15 منهم في مدينة حمص، و6 في مدينة حماة و5 في اللاذقية التي شهدت وغيرُها العديدُ من المدن السورية خصوصاً العاصمة دمشق مظاهرات حاشدة تطالب بالحرية وإسقاط النظام في جمعة أطلق عليها اسم «جمعة التحدي»، وفي المقابل أكد التلفزيون السوري مقتل 15 شخصاً في حمص، قال إن 10 منهم عناصر في الجيش والأمن بعد اشتباكات مع مجموعات مسلحة في المدينة. ه-ع/الوكالات