رامي محمد مخلوف أهم رجل اقتصاد في سوريا والملقب بالسيد ''خمسة بالمائة'' أو ''المستر فايف''... أصبح عبئا على نظام بشار الأسد.. رامي هو ابن خال الرئيس السوري وللنظام المالي، وصورته الاقتصادية التي لا يمر أي مشروع في البلاد إلا من خلالها وبعد موافقتها أو مشاركتها. هو الشاب الأربعيني الذي أعلن مساء السبت أنه سيترك العمل في التجارة ليشارك في الأعمال الخيرية. وحسب جريدة ''الأخبار'' اللبنانية فإن هذا الإعلان لم يكن ليكون لولا استفحال المواجهات بين النظام والشعب على خلفية صدور لائحة مطالب سياسية واقتصادية واجتماعية أصبحت محاكمة مخلوف على رأسها. أول الغيث كان بقرار خارجي حين أدرجت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي مخلوف على قائمة العقوبات التي تشمل تجميد الأصول والمنع من السفر. وأصبح مخلوف المتهم الأول بعد النظام بإفقار السوريين ونهب ثرواتهم والسبب في هجرة العديد من المستثمرين الذي ضاقوا ذرعاً من تدخلاته ومحاولاته المشاركة أو وضع اليد على أي وكالة لماركة عالمية أو مشروع اقتصادي يدخل إلى سوريا. لكن الاقتصادي الشاب رد بعصبية على مطالبات الشعب بمحاسبته على أعماله، محذراً إسرائيل والغرب بقوله ''لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سوريا''. وقد أدى تطور المواجهات وسقوط المزيد من الضحايا على مذبح انتهاكاته لثروات السوريين، إلى دفع الرجل للبحث عن وسيلة للتنفيس بدلاً من الإثارة التي ارتدّت سلباً عليه بتصريحه السابق، فأعلن أنه لن يدخل في أي مشاريع جديدة تدر عليه ربحاً شخصياً، وأنه سيطرح جزءاً مما يملكه من أسهم في شركة الاتصالات السورية قريباً لذوي الدخل المحدود للاكتتاب العام. وفي ما يبدو أنه استجابة لنقد قد يكون وجّهه إليه الرئيس بشار الأسد، قال مخلوف لن أسمح بأن أكون عبئاً على سوريا ولا على شعبها ورئيسها بعد اليوم. وفي تقرير عن رامي مخلوف أعدّته صحيفة ''نيويورك تايمز'' في الأيام الأخيرة تحت عنوان ''رجل الأعمال السوري يصبح مغناطيساً للغاضبين والمنشقّين''، وصف مخلوف بأنه ''مصرفي أسرة الأسد'' و''السيد 5 في المائة''، في إشارة إلى العمولات التي يحصل عليها من كل مشروع يدخل البلاد. المفارقة أن الرجل في أعين مؤيديه هو محل مديح وثناء لما يقوم به من استثمارات ومشاريع توظيف للشباب، لكنه في نظر معارضيه هو لص ناهب لثروات سوريا ومحتكر لقطاعاتها الاقتصادية. لذلك كان من الطبيعي أن يرفع المواطنون في درعا وغيرها من المدن ''رامي مخلوف يسرقنا'' مع التذكير بأن زوجة مخلوف هي ابنة محافظة درعا لم تتوان ''نيويورك تايمز'' عن وصفه بأنه النسخة السورية عن أحمد عز في مصر أو ليلى طرابلسي في تونس. لقد أصبح اسمه مرتبطاً بالمطالب الإصلاحية بعدما ''حوّل الاقتصاد السوري من الاشتراكية إلى الرأسمالية، مما جعل الفقراء أكثر فقراً والأغنياء أكثر ثراءً وبنحو خيالي''، على حد وصف الصحيفة الأمريكية. وتنقل ''نيويورك تايمز'' عن محلل سياسي سوري لم تذكر اسمه قوله ''إن رامي مخلوف هو رمز للنظام في الجانب الاقتصادي.. أنهم يكرهون عملاء الاستخبارات ورامي مخلوف''.