السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: بعد أن أنهكتني الوحدة وحطمتني مرارة الغربة، قررت أن أضع حدا لكل هذا، وأبدأ على يديك حياة جديدة ملؤها الاستقرار والهدوء والسكينة. لقد كرهت سيدتي أن أقصد بيتي بعد يوم شاق من الكد والتعب، لأجده باردا خاليا من الحيوية والحركية والمشاعر الرقيقة. 37 سنة من عمري مرت عليّ مثقلة بالألم والعذاب لم أذق فيها طعم الراحة والسكينة، فقد تغربت وعشت سنوات طويلة أئن تحت نير الوحدة والتشتت والتغريب.. الآن لم أعد أحتمل، لذا عقدت العزم أن أراسلك لأنّي أثق فيك، وها أنا أضع بين يديك مهمّة البحث عن امرأة من عمق بلدي الحبيب تقبل أن تعيش معي في فرنسا، لتعوضني عن أيام الشقاء والوحدة والمرارة التي أمضيتها فريدا.. شريدا لا شيء يشغلني ويملأ حياتي سوى عملي الذي انغمست فيه، حتى أصبح أمسي ويومي وغدي واحد، والمتنفس الوحيد الذي أجد فيه راحتي ومتعتي وأنسى في ظله كل آهاتي ومعاناتي جريدتكم التي أشم عبرها "ريحة البلاد". سيدتي نور أرجو أن تفهميني وتقدري ثقل آلامي وأحزاني، فأنا لم أحيا حياة طبيعية في الحب والدفء والحنان لأنّي يتيم، بل أمضيت سنوات عمري في قعر الجحيم، لذا أريدك أن تأخذي طلبي هذا بعين الاعتبار وتسارعي في العثور لي على امرأة جذابة وحنونة، ورقيقة تُؤنس وحدتي وتملأ حياتي، وتشاركني أحلامي. م/ فرنسا الرد: أريدك أن تتأكد بأن مهمتنا الأولى والأخيرة في هذه الجريدة، هي إرضاء القراء والسهر على راحتهم وتذليل الصعاب وفعل المستحيلات من أجل إسعادهم، إذن اطمئن ونم في العسل وثق بأني سأبذل قصارى جهدي لأجد لك المرأة التي تناسبك، التي تحب أن تقوم بواجباتها على أكمل وجه، التي تجتهد من أجل إرضائك وإدخال الفرحة والمتعة لقلبك وحياتك. فقط أحبك أن تتوكل على الله وتدعوه قدر ما استطعت أن يسهل لك الطريق لإيجاد ما تبحث عنه في أقرب الآجال. ردت نور ملاحظة: لمن تريد الحصول على العنوان الإلكتروني لهذا الشاب، عليها مراسلتي بمعلوماتها الخاصة مع قسيمة صفحة قلوب حائرة، وذلك على عنوان الجريدة.