سيدتي نور، كنت أعيش حياة هادئة ومريحة رفقة والدين، بالغا في تدليلي والعناية بي، ولكن فجأة ودون سابق إنذار انقلبت عليّ الحياة، وأدارت لي ظهرها، حيث أنها انتزعت مني والدي وأنا ما أزال في سن المراهقة، وبعدها بشهور قلائل أخذت مني أمي، وبقيت أئن تحت نير الوحدة والأسى، واصطدمت بحياة جديدة لم أتعود عليها، كل ما فيها قاسي وجاف. فبين عشية وضحاها، تحولت من فتاة مدللة إلى خادمة في بيوت إخوتي، الذين تزوجوا كلهم وبنوا بيوتا وأنا بقيت على هامش حياتهم، لا يسألون عني إلا عندما يحتاجونني لمساعدة زوجاتهم وأبنائهم، ويا ليت الأمر ظل على هذا الحال كنت سأكون أسعد إنسانة في هذا الوجود، لأني إنسانة مؤمنة والحمد لله، وأنا أدرك تمام الإدراك بأن مساعدة المحتاج خاصة، إذا كان قريبا هي واجب مقدس، سينال منها القائم بها خير جزاء، ولكن ما لم أتقبله، هو الإهانات والكلام الجارح الذي أسمعه من إخوتي وزوجاته. هذه النقطة أنهكتني وحطمتني، لذا قررت أنا كذلك إن أراد الله عز وجل أن أبحث عن تنظيم حياتي، وبعثها من جديد مع الإنسان الذي يستأهلني، ويستحق الطيبة التي يحملها قلبي. صحيح أني اتخذت هذا القرار متأخرة جدا، فعمري يناهز ال 38 سنة، ولكن هذا هو مكتوب الله وأنا راضية بقضائه. المهم، أني الآن قررت أن أبحث عن رجل يعوضني عن أيام الشقاء التي عشتها.. رجل طيب يخاف الله، أرجوك سيدتي نور، ساعديني لإيجاد هذا الإنسان في أقرب وقت ممكن. صليحة/ سعيدة الرد: عزيزتي، الزواج قسمة ونصيب، وهو من الأمور المقدرة من عند الله عز وجل، فكم من امرأة فاقت سنك، غير أنها وجدت قسمتها وعاشت في ظل السعادة والهناء، فلا تقلقي، فقط توكلي على الله وجددي علاقتك به، واعتصمي بحبله المتين عن طريق الإكثار من العبادات والطاعات، وأريدك أن تواظبي على قيام الليل خاصة الثلث الأخير وأن ترددي دوما ودائما الدعاء التالي: "اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد إقضي حاجتي وآنس وحدتي وفرّج كربتي واجعل لي رفيقا صالحا كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا.. فأنت بي بصير يا مجيب المظطر إذا دعاك أحلل عقدتي وآمن روعتي وفرّج كربتي.. يا إلهي هب لي من لدنك زوجا صالحا". عزيزتي، تأكدي أنني سأبذل كل ما في وسعي لأساعدك على إيجاد هذا الرجل الطيب، ولكني في المقابل أريدك أن تصبري على قضاء الله وأن تقابلي الإساءة بالحسنة لأن في ذلك أجر عظيم لا يعلمه إلا الله عز وجل. ردت نور.