قضت القوات الموريتانية على الإرهابي الجزائري المدعو أنس أبو فاطمة أحد أبرز مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يرجح توليه قيادة الهجوم المسلح الذي شنته قافلة إرهابية تضم أكثر من 20 مركبة رباعية استهدفت مقر قاعدة عسكرية، تبعد بحوالي 25 كلم عن مدينة باسيكنو، والذي أسفر عن هلاك 8 إرهابيين آخرين ينحدرون من دول مختلفة بمنطقة الساحل، بالموازاة مع القبض على 10 أشخاص على الأقل، في حين أصيب 4 جنود بجروج متفاوتة، حسب ما أكدته مصادر عسكرية محلية. ووصفت صحيفة ''الأخبار'' الموريتانية نقلا عن مصادر رسمية، حصيلة الاشتباك المسلح الذي وقع ظهر أول أمس شرق البلاد قرب الشريط الحدودي الفاصل بين المدينة والحدود المالية، بالوخيمة في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعد أن حددت في حصيلة أولية ب 20 ضحية بين قتيل وجريح من بينهم مقاتلان بارزين في التنظيم الإرهابي، ويتعلق الأمر بكل من الجزائري المدعو أنس أبو فاطمة وعبد الحليم الأزوادي اللذين ينتميان إلى كتيبة الفرقان، حيث ذكر متحدث باسم التنظيم شمال مالي، أن القاعدة تمكنت من سحب جثة هذا الأخير، بينما بقيت جثة أبو فاطمة في ساحة المواجهة بين القاعدة والجيش، وهو ما تطابق مع رواية أخرى للجيش الموريتاني، قال فيها أنّه يحتفظ بجثة قائد الهجوم على ثكنة باسكنو العسكرية.وحسب تصريحات ضابط في الجيش الموريتاني، فإن الإرهابي الجزائري المقضي عليه، طويلة القامة، أبيض اللون وكان يحمل هاتفا ''ثريا'' معلقا في عنقه، بالإضافة إلى جهاز تحديد المواقع الجغرافية عن طريق الأقمار الصناعية ''جي.بي.أس'' وبطاقات تزويد للهاتف، مما يعزز فرضية أنه القائد الفعلي للهجوم الذي يعد الأول من نوعه منذ انتهاء عمليات الجيش بغابة واغادو المالية. وكانت نواكشوط قد قالت إنّها طاردت عناصر القاعدة إلى الأراضي المالية، غير أنّها لم تفصح عن عدد ضحايا الجيش وسط حديث متزايد عن جرح خمسة عسكريين من بينهم ضابط برتبة ملازم يدعى ''سيدي محمد''. هدوء بالجبهة الشرقية والقاعدة تسحب مقاتليها وتعيش المنطقة حالة من الهدوء الحذر بعد عملية القاعدة الانتقامية، والتي استهدفت عمق الأراضي الموريتانية بعد أسبوع من إعلان الجيش تدمير أحد معاقلها بغابة ''واغادو'' المالية، في حين تمكن الجيش الموريتاني من إعادة تمركز آلياته العسكرية قرب مدينة باسكنو وعلى الشريط الحدودي الفاصل بين المدينة والحدود المالية، بعد يوم من مواجهة عنيفة مع مقاتلي القاعدة. وقالت مصادر محلية بباسكنو؛ إن الجيش بدأ في الانتشار قرب الحدود، بعد أن سحبت القاعدة مقاتليها من المنقطة، إثر مواجهة عنيفة أمس الثلاثاء. وتقول مصادر عسكرية إنّ الجيش يحاول تطويق حركة المسلحين بالمنقطة، وحسم الأمر قبل حلول الظلام، وإن القاعدة تعمل جاهدة على إخلاء الساحة من مقاتليها بعد اشتباكات استعملت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة.