تمكنت القوات الموريتانية من تحديد هوية أحد الإرهابيين المقضى عليهم في الاشتباكات التي وقعت أول أمس، بمنطقة باسنكو على الشريط الحدودي مع مالي. وأوضح مصدر موريتاني أن الأمر يتعلق بالإرهابي الجزائري المدعو أنس أبو فاطمة، وهو أحد القادة الميدانيين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. عاد الهدوء إلى مدينة بانسكو الموريتانية بعد اشتباكات عنيفة بين الجيش الموريتاني وعناصر القاعدة، والتي خلفت قتيلين في صفوف القاعدة، أحدهما يدعى عبد الحليم الازوادي، والآخر ينحدر من الجزائر، ويصنّف ضمن القادة الميدانيين للقاعدة ويدعى أنس أبو فاطمة وكيلهما من كتيبة الفرقان التي تنشط شمال مالي. وحسب مصادر موريتانية فإن القاعدة تمكنت من سحب جثة الإرهابي عبد الحليم الازوادي، في حين احتفظ الجيش الموريتاني بجثة الإرهابي انس أبو فاطمة، ونقلا عن مصادر من الجيش الموريتاني حسب ما تناولته أمس العديد من المواقع الموريتانية المهتمة بالشأن الأمني فان الإرهابي الجزائري يتميز بكونه طويل القامة ،أبيض اللون،كان يحمل هاتف ثريا في عنقه وجهاز »جي. بي. آس« وبطاقات تعبئة للهاتف النقال، مما يرجح أنه قائد الهجوم على الجيش الموريتاني. وكان الجيش الموريتاني قد أعلن عن مطاردته لعناصر من القاعدة إلي الأراضي المالية وما تزال حصيلة العمليات العسكرية متضاربة خاصة في وسط الجيش الموريتاني الذي سارع إلى الإعلان عن إصابة بعض عناصره بجروح خفيفة. وقال شهود عيان أن الإرهابيين الذين هاجموا القوات الموريتانية كانوا 18 سيارة التي تحمل كل منها ما بين 3 إلى 4 أشخاص، وقد تم الإبلاغ عن التحضير للهجوم قبل بدئه ب15 دقيقة، وفق ذات المصادر. ومعلوم أن الجيش الموريتاني يقود في الآونة الأخيرة حربا شرسة ضد الجماعات الإرهابية المتمركزة شمال مالي والتي تنقل عملياتها بين الحين والآخر إلى مناطق شرق موريتانيا، وتأتي عمليات القوات الموريتانية ضمن مخطط محكم لقيادة القوات العملياتية المشتركة والتي تقودها الجزائر ونشمل مالي والنيجر وموريتانية، حيث تقوم هذه القوات بتنسيق العمليات العسكرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية التي من شانها إفشال مخططات القاعدة في المغرب الإسلامي من خلال حرب استباقية تقوم على مباغتة الإرهابيين وإحباط مخططاتهم الإجرامية. وكانت وثيقة أصدرها البيت الأبيض الأمريكي ووقّعها الرئيس باراك أوباما نهاية الأسبوع الماضي قد تحدثت عن نجاح الجزائر في مهمة تنسيق العمليات العسكرية بين دول الساحل الصحراوي خاصة وأن تنظيم القاعدة قد اضطر إلى نقل مركز قيادته للتنظيم الإرهابي من الجزائر إلى شمال مالي تحت ضربات الجيش الوطني الشعبي وتفكيك قواعده الخلفية وجماعات الدعم والإسناد، وتشديد الخناق على تحركات الإرهابيين، وحصرهم في مناطق معزولة تفتقر إلى المواد اللوجيستيكية التي يستخدمها الارهابين في تنفيذ عملياتهم الإجرامية.