عادت مظاهر وأجواء التوتر الكروي مجددا بين الطرفين الجزائري والمصري، حيث تجددت هذه المرة في أرض البرازيل وبالضبط في مدينة ريو دي جانيرو على هامش نهائيات كأس العالم العسكرية التي انطلقت في منتصف هذا الشهر. ولم يخل نهائي هذا المونديال الذي حسمته الجزائر لصالحها لأول مرة في تاريخها بقدمي عواج من أعمال العنف طالت الجانبين بعدما كانت كل الأمور تسير بصفة طبيعية قبل وأثناء هذه المواجهة، لكن الدولي المصري عبد الملك عيد فضل تغيير سيناريو اللقاء إلى طابع عدواني حيث كان السبب في إحداث الشرارة بين اللاعبين وتفجير الوضع، حيث لم يهضم خسارة منتخب بلاده أمام الجزائريين وراح يرد بطريقته في نهاية المبارة حينما اعتدى بطريقة وحشية على أحد لاعبي المنتخب الوطني الجزائري على مستوى الظهر، وهو ما أثار حفيظة لاعبي ''الخضر'' الذين دخلوا في مناوشات مع نظرائهم المصريين دفاعا على زميلهم، ليختلط الحابل بالنابل فيما بعد حيث قام العسكر الجزائري بتأديب التصرف البلطجي لما يعتبرون الممثلين للعسكر المصري، حيث دخل الطرفان في صدام مباشر بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري من المنتخبين على أرضية الميدان التي تحولت إلى حلبة للصراع، وكادت الأمور أن تعرف انزلاقات أخطر لولا التدخل السريع للقوات الأمنية البرازيلية التي تمكنت من احتواء الوضع في موقف استاء له كل من كان في مدرجات الملعب سيما الجزائريين الذين لم ينتظروا هذا السيناريو بتاتا بالرغم من إقرارهم بالحساسية الموجودة بين الجانبين. الإعلام المصري يحمّل المسؤولية لعبد المالك عيد ويصفه بالمتهور والمتعصب وعلى خلاف الأحداث التي دارت بين الطرفين الجزائري والمصري في وقت سابق فإن هذه المرة بدا الإعلام المصري أكثر مصداقية في تشخيصه لهذه الأحداث، حيث انتقدت أغلب المواقع الرياضية والصحف التصرف اللامسؤول الذي قام به لاعب المنتخب المصري عبد المالك عيد، وحمّلته المسؤولية الكبيرة في النهاية المأسوية لهذه المواجهة سيما وأن هذا اللاعب معروف بخرجاته اللا انضباطية وعصبيته الزائدة عن اللزوم، كما راحت أغلب تعاليق المنتديات إلى أكثر من ذلك حينما لم تتوان في تسمية اللاعب المصري بالمتهور في إشارة منها إلى طباعه وسلوكه غير المسؤول. اللاعب المصري أراد الإنتقام من الخضر بطريقته لأنه كان حاضرا في ملحمة أم درمان ولم يهضم النكسة وبالنظر إلى أن المتسبب الرئيسي في تجدد المواجهات بين الجزائر ومصر في موقعة البرازيل، لا يعدو أن يكون سوى لاعبا سابقا في المنتخب المصري الذي خاض معه مبارة السد أمام المنتخب الجزائري في تصفيات كأس العالم بأم درمان في السودان، فإن فرضية الإنتقام تبدو واردة عند أحمد عيد بدليل تصرفه حيث لم يجد اللاعب المصري أية وسيلة يبرر بها فشله مجددا في تحدي المحاربين سوى الإعتداء وإفساد الفرحة على الجزائريين الذين أكدوا مجددا أنهم هم الكبار حينما يتعلق الأمر بالرهانات العالمية. الجزائر تدخل التاريخ بعد فوزها بكأس العالم وعواج يضح حدا لسيطرة العسكر المصري وبعيدا عن الصراع والتوتر الكروي بين مصر والجزائر، فإن المنتخب الوطني الجزائري دخل أول أمس التاريخ من بابه الواسع بعد فوزه بكأس العالم العسكرية أمام المنتخب المصري بهدف دون مقابل في المبارة التي احتضنها ملعب ريو دي جانيرو البرازيلية، وجاء الهدف الوحيد من مهاجم مولودية وهران عواج في الدقيقة 16، وبالرغم من السيطرة التي فرضها المنتخب المصري قصد تعديل الكفة إلا أن محاولاتهم باءت كلها بالفشل بالنظر إلى التنظيم المحكم في دفاع ''الخضر'' بقيادة قائد الفريق برشيش فضلا عن تألق زميله في نادي شبيبة القبائل الحارس برفان الذي أنقذ مرماه من عدة أهداف بفضل تدخلاته الموفقة، وهو ما أعطى ثقة كبيرة للتشكيلة الوطنية التي تمكنت من الحفاظ على الفوز إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية هذا الرهان العالمي، ليضع بذلك ''الخضر'' الحد لسيطرة المنتخب المصري في الدورات الأخيرة. روراوة يوجه تهانيه إلى كافة أسرة المنتخب العسكري قدم رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة وأعضاء المكتب الفيدرالي رسالة تهنئة إلى المنتخب العسكري نظير تتويجه بكأس العالم العسكرية أمام المنتخب المصري لأول مرة في تاريخ الجزائر، وقد خصّ في رسالته كل اللاعبين وأعضاء الطاقم الفني والإداري والطبي للمنتخب إلى جانب مديرية الرياضة العسكرية التي قامت بمجهودات نظير إعداد هذا المنتخب.