السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: بعد الله لا أثق بأحد غيرك سيدتي نور أستشيره في أمري، فأنا في حالة اضطراب نفسي وأعيش في جو كئيب في البيت، ممّا جعلني أبحث عن العزلة. أنا فتاه أبلغ من العمر 28سنة، جامعية بعد التخرج فورا بدأت أحلم بالزوج الذي يبعدني عن أجواء بيتنا وأحلم بالحياة السعيدة التي غابت عن ذلك المكان، فأبي متزوج من امرأة غير والدتي وكلنا نعيش في بيت واحد، هذا ما جعلني أفضل الوحدة والانطواء بعيدا عنهم. ففي ذلك المكان؛ لا أحد يحب الآخر وكل يفكر بنفسه فقط، المشاكل لا تنتهي أبدا فمرة بسبب والدي أو والدتي، وأخرى بسبب تلك المرأة الدخيلة. أصبحت أفكر بالهروب من هذا البيت، ولا وسيلة لي إلا بالزواج، ولكني أصبت بحالة يأس من هذا الأمر، طال انتظاري رغم أنني جميلة ومتعلمة. لقد تعرفت منذ أشهر على شاب، شعرت أنّ الأمل بدأ يظهر لي، وطريق سعادتي بدأ يرتسم. لقد أصبح بمثابة القريب والحبيب، لأنه يشاركني كل همومي، أدرك سيدتي أنّها سعادة قد تكون زائفة، لكني لم أجد ما يسعد قلبي في هذه الدنيا و لم أجد البديل، أنا بحاجة إلى النصح، فأرجو أن ترشديني، ماذا أفعل لأحقق حلم الاستقرار. فضيلة/ غليزان الرد: عزيزتي؛ من حكمة الله تعالى أن قدّر على الإنسان المسلم نوعا من الابتلاء في أي شأن من شؤون حياته، فإن صبر واحتسب الأجر عند الله كسبه مضاعفا بإذن الله، وإن جزع ولم يصبر حُرم الأجر، ولم يتغير حاله وظل على ما هو عليه. إن حياتك بما فيها من ظروف وأحوال، ليست إلا نتيجة طبيعية، وترجمة حقيقية لنظرتك الشخصية إليها، فإن كانت نظرتك إليها نظرة إيجابية تفاؤلية جميلة كانت كذلك، مهما تخللها من المتاعب والصعاب، وإن كانت النظرة سوداوية سلبية متشائمة كانت الحياة كذلك، وإن جاءت زاخرة بأصناف النعم والنعيم، وما ذلك إلاّ لأن ما يفكر فيه الإنسان ولاسيما بشكل دائم ومستمر ينعكس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على حياته ونظرته لها إما إيجابا أو سلبا. عزيزتي؛ اجتهدي في عدم العزلة عن أهلك ومن حولك والبعد عن الوحدة، وحاولي التقرب إليهم والاحتكاك بهم بلطف ومودة، وأكثري من الابتسامة في وجوههم، واللين في التعامل معهم وإياك أن تتهرّبي من ذلك، فالإنسان الطبيعي السوي في حاجة ماسّة ولازمة إلى من يختلط به ويتعامل معه ويتحدث إليه، ويسمع منه وهكذا. عزيزتي هذا الشاب قد يكون المنقذ لك وقد لا يكون، لذلك احرصي على الاستغفار الذي قال بشأنه النبي صلى الله عليه وسلم: " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب". فإذا كنت في حاجة لأن يجعل الله لك من همومك فرجا، فعليك بلزوم الاستغفار والإكثار منه. ردت نور