السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. مدام نور أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة ماكثة بالبيت، لدي خمسة إخوة، أصبحت لا أطيق حياتي، أعيش عزلة تامة ومنطوية على نفسي، ونفس الشيء بالنسبة لاخوتي. حكايتي ومأساتي تعود وقائعها، إلى بضع سنين لما حرمني والدي وشقيقي الأكبر من مواصلة الدراسة، فكان مصيري مثل مصير أخواتي، يأمرنا بالبقاء في البيت وعدم الخروج نهائيا حتى إلى الأعراس أو المناسبات، وأحيانا يضربنا ضربا مبرحا ويحرمنا من كل شيء جميل، حتى مشاهدة التلفزيون، والطامة الكبرى أن والدي ليس إلا مجرد سكير، يدفعنا إلى الخطيئة والفاحشة، ولا أرتاح أبدا عند دخوله إلى المنزل، إذ يتفوه بكلمات مشينة، وأخي ينتهز الفرصة ليفرض سيطرته علينا كما يحب، وفي الأسبوع الماضي تجرأ على سلبي سواري الذهبي الذي أهدته لي والدتي المطلقة، وقدمه هدية لخطيبته، ولما أبديت غضبي، انهال علي ضربا وشتما، مما جعلني أفكر في الهروب، أو قبول أول عريس يتقدم لخطبتي، لكن للأسف هذا الأخير لم يتقدم، كون والدي سيئ السمعة، أنا حقا أتعذب ليل نهار، أرجوك سيدتي ساعديني في أقرب وقت، فالجريدة هي الأنيس الوحيد، الذي نطلع من خلاله على ما يدور في أصقاع الدنيا. الرد : أتفهم وضعك وموقفك جيدا، فأنت تعيشين وأخواتك مأساة حقيقية جراء الحرمان من أدنى الحقوق، لكن رغم ذلك لا ينبغي أن تستسلمي للأمر الواقع، حاولي شغل نفسك في البيت بأشياء مفيدة، كتعلم حرفة تنفعك في مستقبلك، كما أن المطالعة من شأنها أن تشعرك بالراحة، ليمكنك التأقلم مع الوسط الذي تعيشين فيه..، من المؤكد أن شقيقك يعبر عن خوفه على سمعتك، وسمعة عائلتك بتلك الطريقة العنيفة التي ذكرتها، إذ يمكنك يا عزيزتي التقرب إليه، والتأكيد له أنك حريصة على شرفك، لا ينبغي أن تفقدي الأمل في الحياة، فمهما عظمت المشاكل هناك دائما مجال للأمل، ابعدي عنك فكرة الهروب أو الزواج بطريقة عشوائية، فمن يدريك إن كان ذلك الزوج صالحا أم لا، حنون أم عنيف، على كل أنتظر منك رسالة أخرى للتعبير والتفسير أكثر عما يشغلك وأنا دائما في خدمتك. ردت مدام نور