يبدو أن الإرتباك والخوف من تكرار كارثة شبكة برامج رمضان الماضي قد يؤديان هذه السنة إلى النتيجة نفسها، بعدما أكدت تجربة السنوات الماضية أن التغيير في البرامج وفتح مجال للتعاون مع منتجين جدد وحده لا يكفي، طالما أن نفس المسؤولين مازالوا يقبعون في أماكنهم ومازال القرار بأيديهم؛ فساعات قليلة قبل حلول رمضان، أفادت مصادر عليمة ل"النهار"، عن حدوث تغيير فجائي في برمجة بعض الأعمال تزامنا مع انطلاق البرومو الإشهاري لأعمال رمضان، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية ستعصف بفترة "البرايم تايم" وهي الفترة التي يحكم فيها المشاهدة على جودة ومستوى أداء برامج رمضان. يدخل التلفزيون الجزائري هذا العام في اختبار حقيقي بعد الهجوم العنيف الذي صاحب أداءه رمضان الماضي والذي نتج عنه في سابقة هي الأولى من نوعها اعتذار وزير الإتصال عن انحدار مستوى البرامج، لاسيما وأن اليتيمة هذه السنة لن تعود وحدها بالمشهد الرمضاني كما جرت العادة؛ إذ وإلى جانب قناة "نسمة TV" التونسية التي تملك رصيدا قويا من المشاهدين، تدخل قناة "بور تي في" على خط المنافسة أيضا؛ ببرامج تفاعلية خاصة بالشهر الفضيل، في صفقة تعاقد من خلالها صاحب القناة مع أهم نجوم الفكاهة والغناء والإعلام التي تم تغييبهم عن شاشة التلفزيون الجزائري؛ على غرار الفكاهية بيونة وعبد القادر السيتكور والإعلامي سليمان بخليلي والقائمة طويلة لنجوم برامج صمّمت على مقاس الجمهور الجزائري الذي سيجد ظالته وهو ينتقل من قناة إلى أخرى في زمن صار المشهد الرمضاني حكرا على أسماء بعينهم وتركات بعينها. وفي السياق نفسه، علمت "النهار" من مصادر موثوقة، عن ارتباك كبير تتخبّط فيه مديرية البرمجة ونحن على بعد خطوة قصيرة من رؤية هلال رمضان، رغم أن رمضان لا يأتي بالصدفة أبدا؛ لكن الظاهر أن قسم البرمجة الذي يتحمّل مسؤولية فشل الشبكة الرمضانية للعام الماضي بنسبة كبيرة إلى جانب مديرية الإنتاج، سيكون سببا آخر في فشل شبكة هذا العام؛ إثر التغيير الفجائي الذي أحدثه مصطفى خليفي، مدير البرمجة، في آخر لحظة، خاصة بفترة "البرايم تايم" الموزعة بين آذان الإفطار والنشرة الرئيسية، وهو ما يطرح عديد التساؤلات حول جدوى التغيير الفجائي للشبكة الرمضانية في الوقت بدل الضائع ولحساب من؟!! ولماذا لا يضبط القائمون علي التلفزيون برامج رمضان أسوة بالتلفزيونات الأخرى، أي قبل حلول رمضان بفترة حتى نتجنب الإستسهال في إنتاج أعمال هشّة، وحتى لا نعود إلى تحميل كل جهة للجهة الأخرى لما آلت إليه برامج رمضان، فنعود لنغني على أطلال الوقت والميزانيات وكل مواضيع الإنشاء التي حفظها المشاهد عن ظهر قلب.!! باختصار لا نريد أن نحكم على شبكة برامجية لم تنطلق بعد، غير أن التعديلات الفجائية وحركة التغييرات التي قادها مطبخ مديرية البرمجة على الشبكة، عشية حلول الشهر الفضيل، جعلت رائحة الكوارث تفوح من الآن بسبب تحكيم الآراء الشخصية على حساب جودة العمل نفسه، لاسيما وأن رمضان صار عند البعض موسما لجني الأموال والإعلانات على حساب تقديم شبكة تُخرج التلفزيون من مسلسل اسمه "الرداءة والبريكولاج".