يؤدي أغلب وزراء الجمهورية والإطارات السامية في الدولة صلاة التراويح بمساجد بلدية اسطاوالي من بينها مسجد الفلاح بوسط المدينة وكذا جامع حي البريجة الذي يقع بمدخل المركب السياحي لسيدي فرج كون جل الوزراء يقيمون في إقامة الدولة بالصنوبر البحري وموريتي، فيما يفضل وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله إمامة بعض الوزراء والإطارات السامية في الدولة بمسكنه الواقع بإقامة الدولة بموريتي وتحظى بلدية اسطاولي بحماية أمنية خاصة من طرف مصالح الأمن والدرك الوطنيين· ''إستووا يرحمكم الله'' ·· هي كلمات ينطق بها الإمام قبل الشروع في الصلاة، وفي تلك الفترة تتقارب أرجل المواطنين البسطاء من فلاحي بلدية اسطاوالي وعمالها وحتى أغنيائها ورجال أعمالها لتلامس أرجل وزراء الجمهورية الذين يفضلون أداء الصلاة في هذه الأجواء التي تعيدهم إلى سابق زمانهم أي قبل توليهم المسؤولية في أجهزة الدولة، ويحرص الحراس الشخصيون للوزراء على تأمين حياتهم وأداء التراويح بدورهم بالقرب منهم، في حين أن الذين لا يؤدون التراويح يراقبون المساجد التي يتواجد بها الوزراء· الوزير الأول ينفل في بيته ويهوى عادات أولاد لبلاد يفضل الوزير الأول احمد أويحيى أداء النوافل في بيته، حيث يحرص على الصلاة في وقتها ولا يفطر حتى يؤدي صلاة المغرب بالرغم من أن ''رمضان يغلبو'' كونه مدمن على التدخين، وهو ما يتجلى على محياه خلال الأيام الأولى من رمضان، ففي رمضان هذا العام حاول، حسب ما أكده مصدر مقربه منه، الإبتعاد نوعا ما عن الأنظار، بسبب الحاجة إلى التدخين، لكن سرعان ما ألف الوزير الأول الموقف وعاد إلى سابق عهده، الإستيقاظ والإلتحاق المبكر أيضا بمكتبه، ليطلع على الجرائد وعدد من المواقع الإلكترونية الشهيرة· أويحيى وبالرغم من أن أصوله القبائلية واتقانه لعادات منطقة القبائل إلا أنه متمسك بعادات زمان العاصمية، كيف لا وهو المنحدر من أقدم حي شعبي بالعاصمة وهو المدنية، فأطباقه المفضلة في رمضان هي أكلات عاصمية خالصة من شوربة وبوراك ومشروبات حمود بوعلام والإستمتاع بالأغنية الشعبية للحاج امحمد العنقى وعدد من فطاحلة الغناء الشعبي العاصمي، وكذا ارتشافه قهوة أو شاي بالنعناع، فأويحيى يعرف لدى مقربيه ب ''وليد لبلاد''· غول وخالدي وتو في مسجد البريجة يتبادل وزراء الجمهورية أمثال عمار غول والهادي خالدي وعمار تو إبتسامات عريضة مع المواطنين الذين يشيرون إليهم بالأصابع، ويتبادلون التحية معهم خاصة كبار السن، إذ يفضلون الاقتراب منهم أكثر وعدم تفويت فرصة التراويح للترويح على أنفسهم أيضا والاحتكاك بهم، وفي كثير من الأحيان يشاهد وزير الشؤون الخارجية مردا مدلسي أيضا مقبلا على مسجد حي البريجة لأداء التراويح، مرفوقا ببعض زملائه أمثال وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار ويواظب الوزراء على الصلاة إلى غاية ختم القرآن في ليلة السابع والعشرين من رمضان، كما يحرص بعضهم بعد نهاية الصلاة على اقتناء ''الزلابية'' وقلب اللوز بأنفسهم، وفي كثير من الأحيان يجلس وزير الخارجية مراد مدلسي إلى أحد المقاهي ببلدية اسطاوالي لتناول الشاي· أما وزير الشؤون الدينية فيفضل أداء الصلاة بمنزله الذي يحوله إلى مصلى يؤم فيه بعض الوزراء وإطارات الدولة وعدد من المشايخ، فيما يؤدي وزير التجارة مصطفى بن بادة الصلاة بمسجد الفتح باسطاوالي في كثير من الأحيان، وقليلا ما يتنقل إلى مسجد حي البريجة· حتى جنرالات يؤدون التراويح وسط المواطنين بمسجد القدس بحيدرة بالعاصمة تلامس أيضا أقدام الجنرالات والإطارات السامية للدولة ووزير الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أرجل المواطنين البسطاء، حيث أن هذا المسجد الذي يقع بوسط الحي الفاخر بأعالي العاصمة يعتبر من أقدم المساجد التي يؤدي فيها المسؤولون السامون في الدولة صلاتي الجمعة والتراويح، غير أنهم انقطعوا عنه في فترة التسعينيات بعد تردي الأوضاع الأمنية، وعاد الإقبال على هذا المسجد بعد عودة واستتباب الأمن، وقد أصبح المسجد عامرا بالناس ووسط هؤولاء جميعا يصلي الجنرالات بمن فيهم المحالون على التقاعد وكذا الوزراء والإطارات السامية للدولة، علما أن إقامة الدولة بموريتي والصنوبر البحري لا يوجد بها مسجد، وهذا ما يحول دون تمكن أغلب الإطارات المقيمة هناك من أداء الصلاة بالإقامة، وظل مطلب رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني منذ مدة هو إنجاز مسجد بإقامة الدولة·