أكدت لجنة صياغة مقترحات تعديل الدستور، اليوم الأربعاء، أن النقاش حول الوثيقة, لاسيما على مستوى بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، قد انحرف في الكثير من الحالات عن الهدف المرجو، والمتمثل في إثراء مشروع الوثيقة. وجاء في بيان توضيحي للجنة، وقعه رئيسها أحمد لعرابة، أنها بعد أن تمت مهمتها وفقا لرسالة تكليف رئيس الجمهورية، ووضع مقترحاتها في متناول الطبقة السياسية والمجتمع المدني والمواطنين من أجل المناقشة والإثراء، أن النقاش، لاسيما على مستوى بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، قد انحرف في الكثير من الحالات عن الهدف المرجو والمتمثل في إثراء مشروع الوثيقة”. وأوضح نفس المصدر “وبقطع النظر عن الهجمات والتجاوزات غير المسؤولة التي مست أعضاء اللجنة في شخصهم، فإن الكثير من الأكاذيب طالت مضمون الوثيقة ومنها على وجه الخصوص أن صياغة الوثيقة تمت من قبل أشخاص شاركوا في اللجان التي أعدت الوثائق الدستورية السابقة. وأشارت اللجنة الى الادعاء بحذف الإشارة إلى بيان أول نوفمبر 1954 من ديباجة الوثيقة، والمس بثوابت الأمة، والإدعاء بوضع نص يسمح بتقسيم البلاد. واستنكرت اللجنة هذه الأراجيف، مؤكدة أن كل ما ورد عار من الصحة. وأوضحت اللجنة أنه لا أحد من أعضاء اللجنة كانت له صفة عضو في أي من اللجان التي شاركت في إعداد الوثائق الدستورية السابقة، وإن كان بعضهم قد استقبل كباقي الكفاءات والشخصيات الوطنية من قبل الجهات التي اشرفت على الحوار. وأكدت اللجنة أن بيان أول نوفمبر لم يكن منصوصا عليه في الوثائق الدستورية السابقة، فكيف تتهم اللجنة بحذفه؟ وأما فيما يخص المس بالثوابت الوطنية، فأشارت اللجنة أنه لم يتم النقاش حولها وبقيت ثابتة في الدستور كما كانت سابقا. غير أنه بالنسبة للأمازيغية –تضيف اللجنة- باعتبارها مكونا من مكونات الهوية الوطنية إلى جانب الإسلام والعروبة، فقد سبق ترقيتها إلى لغة وطنية ثم إلى وطنية ورسمية في التعديلات السابقة, وحتى لا تبقى سجلا يتاجر به, ارتأت اللجنة ادراجها ضمن المواد التي يحظر تعديلها. وفيما يخص النص المتعلق بإمكانية ان تحظى بعض البلديات بنظام خاص، فقد سيئ فهم هذا المقترح المعمول به في الكثير من الدول ومنصوص عليه، ويستهدف مراعاة الظروف الخاصة المالية والإدارية لبعض البلديات، سواء من حيث محدودية إمكانيتها أو طبيعتها الجغرافية، ما استوجب معاملتها قانونيا بنظام خاص. وفي الأخير، أعربت اللجنة عن أملها في أن تتم دراسة الوثيقة دراسة موضوعية وتقدم الاقتراحات بغرض إثرائها و الارتقاء بها إلى مستوى الوثيقة التوافقية.