السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: مشكلتي أختي نور مع ابني الذي فاق عناده كل التصورات، فهو يعاندني بطريقة مزعجة تبعث في نفسي القلق والغضب، فهذه الثورة الداخلية أترجمها إلى صراخ والتفوه بعبارات سيئة، وهذا حتما سيفقد صيامي القيمة المرجوة، فوالله هذا الطفل الصغير يكاد يخرجني من رحمة العلي الكبير، فأنا لا أعرف الطرق التي يجب استخدامها مع هذا الموقف، أرجو أن تدليني على السبيل لتهذيب طبع ابني الذي يكاد يجعلني مثله تماما. صليحة/باتنة الرد: سيدتي؛ ينبغي أن تعلمي أنّ العناد صفة طبيعية في الأطفال، لأنّ من طبيعة الطفل أن يختبر البيئة المحيطة به لكي يعرف مداه، لكن الطفل لا يعرف حدوده، وهنا تكون مهمة الأبوين أن يضعا له هذه الحدود. لذلك أنصحك وأنصح كل أم أن تضعي في اعتبارك وتستوعبي جدا، أن الطفل منذ صغره يكتشف أنّه شخصية مستقلة والاعتراض على أي شيء لا يعجبه، ويقابل كثيرا بعبارات مثل لا تفعل ذلك، عندئذ يبدأ في الاعتراض ويحاول أن يفعل ما يريده بغض النظر عما يقوله، لأنّه يريد اكتشاف العالم من حوله، وله القدرة الذاتية على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه. سيدتي، أفضل طريقة للتعامل مع عناد طفلك ومنعه الالتزام بعدة قواعد منها: - الثبات على المبدأ عند تعاملك مع طفلك، أي أن تتفقي أنت وزوجك مسبقا على ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به، وماذا تفعلان إذا تعدى الحدود الموضوعة له، على أن تكونا هادئين وحاسمين في الوقت نفسه عندما يعاند، فإذا طبقتما هذه القاعدة فسيفهم حدوده جيدا. عليك بعدم التراخي أو الحدة أكثر من اللازم، فالمبالغة في كلتا الحالتين ستؤدي إلى نتائج غير طبيعية، ويجب أن يعرف الطفل أنكما تعنيان ما تقولانه، وأنه لن يستطيع تحت أي ظرف من الظروف الاستمرار في اتباع السلوك السيء. أريد أن أوضح لك أن العقاب المناسب في حال ما لم يتوقف عن سلوكه، هو حرمانه من شيء أحبه مثلا، فهذا العقاب من أنجع الطرق للحد من عناده. ردت نور