وجه مديرو المؤسسات الاستشفائية الجامعية مراسلات عاجلة إلى مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، على خلفية الانقطاع في التزود بمادة الأدرينالين الأساسية. وفي هذا الشأن، أوضحت مصادر رسمية من مبنى وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن المشكل تسبب في اللجوء إلى استخدام المخزون الاحتياطي لها، للحالات الطارئة التي يتم استقبالها، كما تسبب في شلل أقسام الجراحة، كونها تستعمل في إنعاش المرضى، ورفع ضغط الدم، بالإضافة إلى توسيع الأوعية الدموية في الجلد والعضلات وذلك لإتاحة الفرصة لتوصيل الدم الكافي لها، وبالتالي تزويد العضلات بالأوكسجين. كما تعمل على زيادة نبضات القلب، وهو الأمر الذي تسبّب في إطلاق حالة طوارئ في المستشفيات، خاصة في أقسام الاستعجالات، كونها تستقبل يوميا العديد من الحالات الطارئة التي تستلزم الحقن بمادة الأدرينالين، في المقابل لاتزال المستشفيات تعاني من انقطاع خيط الجراحة، والمواد المخدرة، وهو الأمر الذي تسبب في تعليق برنامج العمليات الجراحية إلى غاية توفير كافّة المواد لعملها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل شمل الانقطاع أيضا مواد التباين التي تحقن قبل إجراء الأشعة المقطعية. وحسب المتخصصين في المجال الذين تحدثت إليهم ''النهار''، فإن النقص سجل منذ عدة أيام، وما زاد من حدة الأمر، هو تزامن الانقطاع مع شهر الصيام، حيث تكثر حالات ارتفاع مستوى السكري، والحالات التي تستلزم الإنعاش، مؤكدين أنه في حال لم يتم تدارك الأمر حاليا، ستكون الأوضاع كارثية على المدى القصير، إذ يشهد القطاع انقطاعا كبيرا في التزود بالعديد من المواد الأساسية، على غرار لقاحات الأطفال، وأدوية أساسية لا تتوفر حتى على الشكل الجنيس. تجدر الإشارة إلى أنّه العام الماضي، تم التوقيع على تعليمة مشتركة بين وزارة الصحة ووزارة المالية، مفادها تقليص المدة المخصصة لاستيراد الأدوية ذات الطابع الإستعجالي إلى يوم واحد، بعد أن كانت تستغرق أسبوعا كاملا، وذلك لتخفيف الإجراءات التي كانت تفرض على استيراد الأدوية، لاسيما تلك الموجهة للحالات الإستعجالية، وتشمل التعليمة على إجراءات تفضيلية جديدة تسمح باستيراد الأدوية الحيوية التي يشكل انعدامها خطرا على حياة المريض خاصة المصابين بأمراض القلب، السرطان والإلتهاب الكبدي التي تشهد ندرة في السوق.