أكدت مصادر محلية ل''النهار'' أن عشرات الأسر الليبية لجأت إلى الأراضي الجزائرية هذه الأيام هروبا من جحيم الإضطرابات التي تعرفها ليبيا بين نظام القذافي والمتمردين والتي بلغت المناطق المتاخمة للحدود الليبية الجزائرية. وتحدثت مصادر خاصة إلى''النهار'' من منطقة الدبداب الحدودية، أن ما لا يقل عن 10 عائلات من ليبيا استاجرت مساكن في قرية الدبداب الصغيرة بسعر يتراوح بين 4000 و5000 دج شهريا، في حين فضلت عائلات أخرى الإيجار في عين أمناس وحاسي مسعود وورڤلة وحتى وادي سوف في القرى والمداشر. وأكدت مصادرنا أن الليبيين الذين استأجروا مساكن يتكتمون عن هوياتهم ويتفادون التواجد الأمني ويفضّلون القرى المعزولة، بالمقابل عبّر الجزائريون عن تضامنهم مع هذه الأسر من خلال تقديم التسهيلات. وأشار محدثونا من الدبداب أن العائلات الليبية ساهمت في رفع إيجار المساكن في ظل غياب تكفل رسمي من طرف السلطات، لأن قدوم الليبيين لم يكن بشكل لاجئين، بل كان قدوما فرديا منذ بداية رمضان وتكاثف هذه الأيام بعد نشاط الثوار في المناطق الحدودية مع الجزائر، حيث تدور منذ أيام اشتباكات عنيفة بينهم وبين كتائب القذافي في منطقة الدرز المتاخمة للحدود الجزائرية التونسية الليبية والتي تبعد بنحو 100 كلم عن غدامس الليبية وهو وضع أدى إلى انهيار معنوي كطبير في صفوف الليبيين في غدامس الذين قرروا الفرار من وضع يزداد تدهورا في ظل افتقار المنطقة للتموين بالمواد الأساسية وسيطرة الثوار على غاريان أيضا. وبخصوص التزود بالمواد الغذائية للمواطنين الذين فضّلوا البقاء في الأراضي الليبية، أشار محدثونا من الدبداب أن المنطقة تشهد توافدا يوميا لعشرات الليبيين بغرض التبضع واقتناء احتياجات المادة.