توفي في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، عن عمر يناهز 49 عامًا، من مواليد 31 جويلية1962، الفكاهي التونسي سفيان الشعري، إثر أزمة قلبية في أحد المستشفيات الواقعة بضاحية المرسى شمال العاصمة التونسية، وقد أثارت وفاته حزنًا كبيرًا في الشارع التونسي، نظرا للمكانة التي يحظى بها الشعري الذي أصبح ومنذ سنوات النجم الأول للفكاهة في تونس. ''شوفلي حل'' كانت شرارة النجاح الأولى عُرف سفيان الشعري، الذي بدأ مسيرته كتقنيَّ إضاءة، بأدواره الفكاهية التي جذبت إليها المتفرج التونسي، نظراً إلى بساطة الشخصيات التي قدمها وسذاجتها في أحيان كثيرة، خصوصاً في مسلسل ''شوفلي حل'' ، الذي قدمته التلفزة التونسية على مدى خمسة مواسم في شهر رمضان من سنة 2005 وحتى 2009، ليقدم بعد ذلك الراحل عملاً مسرحيّاً بعنوان ''سعدون 28''، وقد راهن المخرج المسرحي منير العرقي على نجاح الشعري في ''شوفلي حل''، كما راهن على وجهه الطفولي وعفوية تصرفاته، ما جعله ينجح في تقديم دور المواطن البسيط أو الساذج. مسيرة حافلة بالأعمال الناجحة بعدها بفترة دخل سفيان الشعري مغامرة جديدة مع قناة ''نسمة'' التونسية، من خلال سلسلة ''نسيبتي العزيزة''، حيث شاركه البطولة عدد من الوجوه التونسية المعروفة، مثل منى نور الدين وكوثر الباردي وفرحات هنانة ويونس الفارحي وخالد بوزيد، ومن الجزائر بيونة والممثلة رزيقة فرحان في الجزء الأول، ومصطفى لعريبي، كمال بوعكاز، سعاد سبكي بالإضافة إلى رزيقة فرحان في الجزء الثاني. ولاقت السلسلة نجاحاً كبيراً، وحصدت من خلاله ''نسمة'' نسبة مشاهدة عالية، وهو ما حدث مع الموسم الثاني، حيث بثّت القناة 15 حلقة في النصف الأول من رمضان، حققت أعلى نسبة مشاهدة، ضاربة رقماً قياسياً، ما حدا بإدارة ''نسمة'' لإعادة بثّ الحلقات في النصف الثاني من الشهر. وقد قدم الشعري أيضا برنامجه التلفزيوني ''سفيان شو'' الموجه للأطفال، وأدى أيضا أدوارا رئيسية على خشبة المسرح من خلال مسرحية ''سعدون 28'' ومسرحية ''الماريشال'' ومسرحية ''الكوميدينو'' بمشاركة ثلة من فناني الكوميديا التونسيين. الشارع الفني الجزائري ينعي الفقيد صدمة كبيرة سجلت خلال ال24 ساعة الماضية في الشارع الفني الجزائري، بعد الوفاة المفاجئة للممثل سفيان الشعري، حيث نعاه العديد من الممثلين الجزائريين؛ على رأسهم بيونة، رزيقة فرحان وكمال بوعكاز الذين شاركوه سلسلة ''نسيبتي لعزيزة''. فبيونة بدا عليها الثأر الكبير للفاجعة، حيث صرحت بكلمات مؤثرة ''لم أتوقع ولم أصدق ما حصل، لقد كان إنسانا طيبا جدا مثل الملايكة، حنين ويضحك طوال الوقت، وكان صاحب نكتة ويصبر كل من حوله، تمنيت لو عملت معه في الجزء الثاني من سلسلة ''نسيبتي لعزيزة'' لكن القدر لم يكتب لنا ذلك''، لتضيف بيونة في نفس السياق ''رحمه الله كان أبا مثاليا، أعزي عائلته وزوجته وابنه على هذا المصاب الجلل.. الله يعطيهم الصبر ولن أرى ''نسيبتي لعزيزة'' من بعده''. أما الممثل الفكاهي كمال بوعكاز فقال في كلمته ''رحمه الله كان قلبه كبيرا، وكان شخصا طيبا في البلاتو ومتعاونا مع الكل وملطفا للأجواء... الموت علينا حق، إنا لله وإنا إليه راجعون''.