قامت ليلة أول أمس السبت في حدود الساعة الحادية عشر مجموعة إرهابية مسلحة متكونة من أربعة أفراد بتوجيه وابل من الرصاص صوب سيارة رسمية تابعة لأمن ولاية قسنطينة على متنها ثلاثة أعوان أمن كانت في مهمة ضمان الحماية لرعايا أجانب أقلتهم الى مطار محمد بوضياف وكانت بصدد العودة إلى مقر الأمن الولائي بسطح الكدية وعلمت "النهار" من مصادر متطابقة أن الكمين الذي وقع بالمنعرج الواقع أسفل مديرية الجمارك وفي أول منعرج يؤدي إلى زرزارة (أنظر الصورة التوضيحية لموقع الحادثة أين تحل سيارة الشرطة الرسمية موقع صورة السيارة السوداء)ما أسفر عن إصابة أعوان الشرطة الثلاث بجروح متفاوتة الخطورة قبل أن تلوذ الجماعة الإرهابية بالفرار باتجاه حي شعاب الرصاص مرورا بحي بلحاج مستغلة طبيعة المنطقة التي تحوي شعابا ومناطق غابية قبل أن يتم نقل الضحايا على مستشفى الجامعي بن باديس بحضور والي الولاية وقائد القطاع العملياتي ومدير المستشفى الجامعي بن باديس الذين تابعوا عن قرب عملية نقل الضحايا، وسط تعزيزات أمنية مشددة لتقوم بعدها القوات المشتركة بعمليات بحث وتمشيط واسعة مع تطويق كل المناطق التي يحتمل أن يكون قد لجأ إليها الإرهابيون الى غاية كتابة هذه الأسطر، وحسب ما أوردته مصادر واسعة الاطلاع فإن عاملي المفاجأة والمباغتة أفقدا أعوان الشرطة السيطرة على الموقف حيث كان إطلاق النار من جبهة واحدة فيما تعذر عليهم الرد بينما أقدم سائق السيارة بكل شجاعة على مواصلة السير رغم تأثير الإصابات المختلفة التي تعرض لها حيث فر تجنبا لمزيد من العيارات العشوائية الأمر الذي جنب الأعوان الثلاثة فقدان أسلحتهم أو التعرض لعملية تنكيل، وكانت السيارة المستهدفة قد توقفت بنقطة المراقبة الثابتة الموجودة أسفل الجامعة المركزية على بعد حوالي 800 متر عن مسرح الحادثة هذا وقد أرجعت جهات عليمة أن سيارة الفولسفاغن تعرضت إلى عشرين طلقة ما يحزم أن الإرهابيين استخدموا أسلحة من طراز كلانشينكوف في الاشتباك الذي كان من جهة واحدة. ومن جهة أخرى تأكدت المعلومات الواردة ل "لنهار" أن الكمين الإرهابي جنب حدوث كارثة كانت ستكون عواقبها وصداها أوسع على اعتبار انه استهدف أعوان الشرطة عقب عودتهم من مهمة حماية رعايا أجانب من بينهم المدير العام لشركة كوجال اليابانية الأمر الذي يؤكد أن العملية لم تكن عشوائية إنما بناء على معطيات مسبقة ودقيقة تحصلت عليها المجموعة التي دشنت عودتها إلى النشاط الإرهابي بعاصمة الشرق بعملية وصفها مهتمون أنها استعراضية، لإثبات الوجود وردا على تمكن قوات الأمن منذ ما لا يقل عن الشهر من اكتشاف مخبأ بحي السويقة وألقت القبض على إرهابي في ذات اليوم لتكشف أمر آخر وتلقي عليه القبض عشية الاحتفال بيوم العلم وكانت "النهار" قد أشارت في عدد أمس بالأخص إلى توتر الوضع الأمني ووجود تحركات مشبوهة في المدة الأخيرة. الوضعية الصحية للمصابين الثلاث تمكنت "النهار" من التعرف على هوية أعوان الشرطة الثلاث الذين كانوا ضحايا لهذا الكمين الإرهابي الذين يتضح أن إصاباتهم كانت متفاوتة الخطورة ويتعلق الأمر بكل من: 1 – جبار عبد الكريم (36 سنة) أصيب بأربع طلقات اثنتان على مستوى الرجل اليمنى واحدة تسببت له في كسر على مستوى قصبة الساق أما الثالثة فقد كانت جانية على مستوى الرجل اليسرى، في حين الرابعة كانت على مستوى الكتف ولم تكن خطيرة متواجد بقسم إزالة الصدمات بمصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى ابن باديس 2 – طلحي سليمان (48 سنة) أصيب بطلقة أسفل الإبط وأجريت له عملية جراحية دقيقة بقسم الجراحات الاستعجالية. 3- الشاذلي محمود (39 سنة) طلقة مرتدة لم تكن مباشرة إصابته في الجمجمة والرقبة والظهر وأجري عملية على مستوى قسم جراحة الأعصاب.