لا تزال عادة تبادل أطباق الحلويات تمثل تقليدا راسخا بباتنة حيث كلما حل عيد الفطر المبارك كما هو الحال يوم الثلاثاء تظهر تلك الصنيات الصغيرة التي تحملها أيادي الصغار كما الكبار مما يضفي جوا مميزا على هذه المناسبة السعيدة إلى جانب باقي مظاهر التغافر والتراحم وأداء صلاة العيد. فإلى جانب تقديم "العيدية" (وهو مبلغ من المال يمنح للأطفال) والتزاور وتبادل التهاني بقدوم العيد لا يغيب على العائلات الباتنية تخصيص نصيب من حلويات العيد مهما كانت بساطتها للأهل والمقربين. وتحرص الكثير من ربات البيوت في هذه المناسبة السعيدة على التفنن في تحضير أنواع مختلفة من الحلوى فإلى جانب المقروذ وأحيانا البقلاوة تجتهد الكثيرات في محاولة الانفراد بأنواع أخرى جديدة ولذيذة لم يسبق وأن تداولت في محيطهن ليبرزن بذلك مدى قدرتهن ومهارتهن في مواكبة الجديد في عالم الحلويات. وتقول السيدة زهرة (ماكثة بالبيت) أن هذه العادة "توارثناها عن الأمهات اللواتي كن يتبادلن أطباق الحلوى صبيحة كل يوم عيد فطر وتتباهى كل واحدة بما حضرت وعادة ما يكون مقروض العسل والكروكي والغريبية وكذا حلوة الطابع وحتى خبز الدار حيث تظهر (شطارة) كل واحدة في هذا اليوم". وتردف السيدة خديجة التي إلتقتها "وأج" بإحدى محلات بيع معدات الحلويات بوسط مدينة باتنة بأن حلوى العيد أصبحت (هوس) بالنسبة للكثير من ربات البيوت اللواتي يدخلن في حالة طوارئ بمجرد اقتراب العيد وكل واحدة تريد أن تكون حلوياتها الألذ والأجمل وأن تأتي بأصناف عديدة وجديدة بطريقة تلفت الانتباه وتجعل منها معدة حلويات ممتازة. و أمام الارتفاع المذهل للمكسرات وبعض لوازم الحلوى هذه السنة فان الكثير من السيدات اكتفين بشراء كميات قليلة مثل السيدة عائشة التي أكدت على أنها عودت أفراد عائلتها وحتى جاراتها وبعض أحبابها على إعداد أنواع مختلفة من حلويات العيد لكن هذه السنة أنا مجبرة تضيف المتحدثة على تخفيض عدد حبات كل نوع المهم أنذوقهم ككل عام. و إلى جانب نوعية الحلوى وجودة مكوناتها سواء فول سوداني أو لوز أو جوز أو باقي المكسرات الاخرى فان أغلب السيدات تحرصن في السنوات الاخيرة على طريقة تزيين الحلوى بألوان وشرائط براقة وفي أواني ورقية متنوعة مخصصة لكل نوع والتي يزداد الاقبال عليها بطريقة كبيرة رغم أسعارها المرتفعة نوعا ما يقول يزيد بائع باحدى محلات مستلزمات الحلويات بوسط مدينة باتنة غير بعيد عن سوق الرحبة. فطبق الحلوى الذي يقدم للزائر أو يهدى لجارة أو أحد الاقارب تقول خالتي جمعة يجب أن يكون مميزا يوم العيد فأمهاتهن كن يخصصن أواني جميلة لهذا اليوم ليرسلنها إلى الجارات والاحباب مملوءة بالحلويات او بطبق الكسكسي الشهي. ففي عيد الصغير أو عيد الفطر ما زالت النساء تهدي جاراتها حلوى الكروكي و المقروط لانها عادة تزيد من الروابط وتزرع المحبة والود بين العائلات والجيران كما يجمع الكثيرون. وتبقى تلك الصور الجميلة والمعبرة التي تصادف عبر شوارع وأحياء مدينة باتنة في كل عيد فطر حيث الجميع أطفالا ونساءا وحتى العجائز يحملون أطباقا من الحلوى إلى الغير كعربون محبة لكل عزيز.