تكشف وثيقة سرية للمخابرات الأمريكية مصدرها السفارة الأمريكية بالعاصمة القطرية الدوحة، أن المسؤول الأول عن قناة ''الجزيرة''، طلب من السفير الأمريكي في الدوحة أواخر عام 2005 إبلاغ واشنطن بضرورة ممارسة ضغوطات على الحكومة العراقية، لإعادة فتح مكتب قناة ''الجزيرة'' في بغداد. وقالت برقية سرية لمصالح السفارة الأمريكية في الدوحة موجهة لوزارة الخارجية في واشنطن، حملت تاريخ 14 ديسمبر من سنة 2005، أنّ اجتماعا جمع المدير العام لقناة ''الجزيرة'' وضاح خنفر بالسفير الأمريكي في قطر تشيس أنترماير، طلب فيه الأول من المسؤول الأمريكي ممارسة ضغوط على السلطات العراقية للسماح بإعادة فتح مكتب قناة الجزيرة في العاصمة العراقية بغداد. وأوضحت البرقية أنّ المسؤول الأمريكي طرح أمام مدير عام ''الجزيرة''، مجموعة من الملاحظات تركزت بشكل خاص حول بث القناة القطرية شريط فيديو يظهر رهائن أمريكيين محتجزين لدى مجموعة عراقية مسلحة تنتمي لفصائل المقاومة، لتضيف البرقية أنّ السفير الأمريكي عبر لمسؤول ''الجزيرة'' عن انزعاج واشنطن من الدعاية التي تقدمها القناة لفصائل المقاومة القطرية، ليرد وضاح خنفر بالتأكيد على أن أيا من صحافيي القناة لا يحمل أي ضغينة أو عداء لأمريكا، قبل أن يتوجه بطلب للسفير الأمريكي فيما يشبه الابتزاز، عندما قال أن على الولاياتالمتحدةالأمريكية ممارسة ضغوط على الحكومة العراقية للسماح بإعادة فتح مكتب ''الجزيرة'' في بغداد. وفي وثيقة سرية أخرى مؤرخة في الثاني من شهر مارس عام 2006، كتبها أيضا السفير الأمريكي بالدوحة أنترماير، كشف هذا الأخير أن موقع ''الجزيرة نت''، أشرف عليه ضابط في الجيش القطري، يدعى عبد العزيز المحمود، وهو مواطن قطري تلقى تعليمه الجامعي سنوات الثمانينات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وتحديدا في جامعة كلاكسون بنيويورك، ليحصل على شهادة مهندس في الميكانيك، لتضيف البرقية بالقول أنّ عبد العزيز المحمود عمل في الجيش القطري في منصب ضابط آمر مكلف بالتدريب التقني في معهد تابع للقوات المسلحة القطرية، وذلك حتى عام 1998، قبل أن يصبح في ''رمشة عين'' رئيس تحرير صحيفة'' الشرق العربي'' في الفترة من 1998 حتى عام 2001، أين عين في جويلية من نفس السنة رئيسا لتحرير النسخة الإلكترونية من ''الجزيرة''. واستمر عمل الضابط في الجيش القطري بموقع ''الجزيرة نت''، قبل أن يستلم في سنة 2005 بالموازة مع عمله، مهمة الإشراف على التحضير لإطلاق النسخة الإنجليزية من ''الجزيرة نت''، واستمر إشرافه على الموقعين الإلكترونيين حتى سنة 2006، تاريخ نقله من ''الجزيرة'' إلى صحيفة ''العرب'' القطرية، التي أشرف على إطلاقها، بعد الاتفاق مع وزير خارجية قطر وعضو آخر في الأسرة القطرية الحاكمة، بصفتهما مالكة لحقوق إصدار الجريدة.