دعا قائد عسكري ميداني كبير في صفوف ثوار ليبيا إلى استقالة كامل أعضاء الحكومة الإنتقالية الليبية المنبثقة عن المجلس الإنتقالي، متّهما الجناح العلماني في صفوف معارضي القذافي بالتورّط معه في نهب ثروات الشعب الليبي وبالفساد المالي. وقال إسماعيل الصلابي، الذي يقود كتائب 17 فبراير، ويشغل أيضا منصب آمر تجمع سرايا الثوار الذي يضم قرابة 4 آلاف مقاتل من الثوار مجهّزين بمختلف الأسلحة، في تصريح نقلته وكالة رويترز مساء أمس، أن على كافة أعضاء الحكومة الليبية المؤقتة الإستقالة، متّهما إياهم بالتورط مثلهم مثل أعوان القذافي في نهب أموال الشعب الليبي وثرواته. وقال الصلابي أنه سيوجه رسالة لدول أجنبية أبدت عزمها على رفع التجميد عن الأموال الليبية المودعة في بنوكها، يحذرها فيها من مغبة رفع التجميد، مضيفا أن تلك الأموال سيجري نهبها من طرف مسؤولي المجلس الإنتقالي، كون الأشخاص الذين يتزعمون القيادة السياسية للمعارضة الليبية هم أنفسهم الذين كانوا يديرون أموال ليبيا في عهد القذافي، في إشارة إلى رئيس الحكومة الليبية المؤقتة محمود جبريل، الذي ترأس مركزا حكوميا للبحوث الإقتصادية في عهد القذافي. وفي علامة مبكرة على وجود انقسامات بين المنتصرين في الحرب الأهلية في ليبيا، انتقد اسماعيل الصلابي زعماء التيار العلماني في صفوف المعارضة الليبية، قائلا أنهم يحاولون تشويه سمعة الإسلاميين وخلق صراع سياسي لن يفيد إلا القذافي، كما أنه وصفهم بكونهم من ''بقايا نظام القذافي''، مشددا على ضرورة استقالة جميع أعضاء الحكومة المؤقتة بدءًا برئيسها محمود جبريل. ويقود الصلابي اللواء 17 فبراير المتمركز بقوة في مدينة بنغازي شرقي ليبيا، كما أنه يقود أيضا تجمع سرايا الثورة، وهو تحالف ما بين كتائب الثوار يضم بين صفوفه أكثر من 3500 مقاتل. ويُعرف عن اسماعيل الصلابي، وهو تاجر، مشاركته في الحرب بأفغانستان، كما أنه سجن في عهد نظام القذافي، وله أشقاء كانوا قياديين في صفوف الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة.