وقالت الصحيفة أن الملف الاقتصادي يوجد في طور التسيير إلا أنها معالجة بعض نقاطه لم تكتمل بعد. وفي هذا السياق، شددت "لومند" أن مسألة "الذاكرة" لا زالت تؤثر على مسار الحوار الثنائي و"تسمم العلاقات بين البلدين"، وأوضحت في الوقت ذاته أن الجزائر الرسمية تنظر لهذا الملف "عن بعد" خلافا لمواقفها الملتهبة في الأشهر التي تلت المصادقة من قبل البرلمان الفرنسي على قانون 23 فيفري الممجد "للدور الإيجابي" للحقبة الاستعمارية. وفي هذا السياق نقلت الصحيفة عن "مسؤول جزائري سامي" أن السلطات الجزائرية "ليست لها طلب في هذا المجال"، والدليل على ذلك أنها لم تعد تطالب بتوبة فرنسا في هذا المجال وإنما على ضرورة "الاعتراف بما جرى" خلال الحقبة الاستعمارية. وأضاف أن الكرة في منطقة الرئيس ساركوزي الذي يتعين عليه "تحمل ماضي فرنسا الاستعماري ويعطي لنا بذلك لنا فرصة طي الصفحة نهائيا"، وخلص نفس المسؤول بقوله أن الجزائر "ستستخلص النتائج" على ضوء هذا المستجد. سلطت موفدة الجريدة إلى الجزائر فلورنس بوجي في رسالتها الأولى الضوء على الأجواء السائدة في الجزائر قبل وصول الرجل الأول في قصر الإليزيه، مشيرة أنها لم تلمس بعد مؤشرات تدل على أن ساركوزي سيحظى باستقبال مماثل للحماس الذي خص به الرئيس السابق جاك شيراك خلال زيارة الدولة التي قام بها في مارس 2003. وعنونت "لو موند" في اول مقال من السلسلة المبرمجة بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي، أن الجزائر "تحضر لزيارة ساركوزي دون حفاوة"، مضيفة أن اقتراب الحدث لا يثير "حفاوة فياضة في أوساط الجماهير الجزائرية"، ولاحظت موفدة الجريدة وهي تجوب شوارع العاصمة أن اسم ساركوزي "يرمز هنا" إلى صور سلبية مثل تقليص حجم التأشيرات الممنوحة للجزائريين الراغبين في السفر إلى فرنسا، وفرض "تحليل الحمض النووي" على المواطنين الراغبين في لم شمل عائلتهم لتلتحق بهم إلى فرنسا، كما يرى الجزائريون إلى ساركوزي بأنه الرئيس "المؤيد لإسرائيل". ونقلت "لو موند" عن ذات المصدر، أن السلطات الجزائر تريد بذل كل ما في وسعها "لاستقبال الرئيس ساركوزي بلياقة وكرامة". وفي المقابل لاحظت الجريدة أن الملف السياسي لا يزال معقدا في إشارة واضحة إلى تباين مواقف باريس والجزائر حول العديد من القضايا، وأشارت موفدة الجريدة أن السلطات الجزائرية لم تلمس بعد "عودة التوازن" في سياسة فرنسا المغاربية التي كانت تنتظره بعد رحيل جاك شيراك القريب جدا من الرباط ومجيء نيكولا ساركوزي.