السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: بعد رحلة مع الحزن والأسى قررت الكتابة لك، أنا فتاة في العشرين من العمر، في الحقيقة لا ينقصني من الرعاية و الحب شيء، فقط هي حالة نفسية تراودني، ميلي الشديد للعزلة و الاكتئاب بلا سبب واضح، من المفروض أن أكون متفاعلة مع الجميع، لكن للأسف حتى مع صديقاتي لا أطيق الكلام، و إن حدث وبقيت معهن، أخلق جوا من الكآبة و الحزن، فلا أستطيع التركيز أو البقاء أكثر من دقائق، حالتي هذه جعلت والدتي متوترة قلقة لأجلي، خاصة وأن هذا الأمر لم يكن ليحدث لي، إلا مؤخرا، منذ فشلي في شهادة البكالوريا . سيدتي نور ، دعيني أقول لك أنني في حاجة ماسة إليك فلا تبخلي علي بالنصح فحالتي تتأزم ، أرجوك ساعديني . منيرة/ العاصمة الرد : عزيزتي، كما جاء في رسالتك بالفعل حالتك نفسية بحتة، ناتجة عن الفشل في البكالوريا، لأن كل اهتمامك و طاقتك الإيجابية كانت منصبة على النجاح في البكالوريا، و عندما حدث الفشل كانت خيبة الأمل في النجاح، فحدثت الصدمة الشديدة ، الآن ما عليك إلا الاقتناع بأن النجاح يأتي بالعمل و الجدية و التركيز، تخلي عن الأفكار السلبية، حاولي عند كل يوم جديد أن تركزي على الأفكار الايجابية، و عوض أن تقولي اليوم أنا مكتئبة، قولي هذا يوم بلا اكتئاب، و سترين أنك تجردت منه و قولي لما الحزن؟ بل لما القنوط فالله رحيم بالعباد، من هنا ستتجلى الأمور. عليك إذن التفكير بإيجابية، الله خلقنا لعبادته و طلب العلم عبادة، و العمل عبادة، كذلك الإنسان يحاسب على وقته فيما قضاه، و حياته كيف كانت، فلماذا إذن نعيش في حزن و لدينا نعمة من الله هي الرحمة، و نحن نعيش في ضلاله ، حاولي التقرب من الله بالإكثار من العبادة و تلاوة القرآن فبذكر الله تطمئن القلوب و تشفى النفوس ويسعد الإنسان بإذن الله تعالى . ردت نور.