السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: أنا فتاة أبلغ من العمر25 سنة، أعيش مع والدتي واثنين من الإخوة الذكور أكبر مني سنا، نعيش في وئام وسلام وهدوء. مشكلتي سيدتي الفاضلة مع أخواتي المتزوجات أنزعج من طلباتهن الكثيرة وأنزعج من زياراتهن المتكررة خاصة في الشهر الفضيل، يأتين لزيارتنا كل أسبوع، مما يجعلني لا أستطيع التكيف معهن بسبب مشاكسة أطفالهن، وما يتسببون به من عبث وفوضى، بما في ذلك أغراضي الخاصة، لا أستطيع النوم من شدة خصامهن أحيانا ومن مواضيعهن المملة، أشعر بالكبت وبالاختناق لوجودهن، فأنا يا سيدتي أحب نظافة البيت أحب الرائحة العطرة الزكية أحب الهدوء، لكنّي أفتقد لهذه الأشياء أثناء وجودهن. أعلم أنّ مشكلتي ليست كبيرة، لكّنها تسبب لي عصبية واكتئاب، ممّا يجعلني أعتزل مكان تواجدهن، في الحقيقة لم أعد أستطيع تحملهم ولا أطيق رؤيتهم ولا سماع أصواتهم، آف لهن. حنان/العاصمة الرد: عزيزتي أتفهم حقيقة مشاعرك، فأنت تملكين شخصية هادئة حالمة مثالية بعض الشيء، تحبين الخلوة بنفسك وتأنسين بذلك، فلا مشكلة في هذا الأمر على أن يكون بحدود، فأخواتك ما جئن إلا ليأنسن بكم اشتياقا ومحبة، فاقبلي زيارتهن بصدر رحب وناقشي معهن ما يزعج خصوصيتك من عبث أطفالهن، لتصلي إلى حل يناسبكن جميعا، وتذكري دائما أن الأنس بالأهل هو من الاحتياجات الملحة لكل إنسان، فحاولي تجربة ذلك واستشعري جمال الاجتماع والحديث معهن. بصدق يا عزيزتي، الحياة بشكلها الإجمالي رتيبة نحتاج فيها إلى من يخرجنا من رتابتها، وأكثر من يجدد ويبهج حياتنا، هو الاجتماع بالأهل والأنس ببراءة الأطفال، فلا تحرمي نفسك البهجة، فقط جربي. إنّ انتظارك لزيارتهن ولقاء أطفالهن ببعض الحلوى أو الهدايا الخفيفة، سيجعل الأطفال متعلقين بك وتصبحين أكثر سيطرة عليهم، ولن يزعجوك بالعبث في أغراضك، بالإضافة إلى أنك ستصبحين في شوق للقائهم. أيتها العزيزة، الحياة تحتاج إلى قدر كبير من المرونة، لنتكيف مع جميع أحداثها بأقل قدر من الانزعاج، وتحتاج إلى أن نتقبل من حولنا ليتقبلونا فحاولي التعايش مع الأحداث من حولك، ولكن بطريقة تفكير مختلفة، لتشعري بالحدث بطريقة أكثر تقبلا وبرضا وسعادة. ردت نور