شهد مقر ولاية تيزي وزو، أول أمس، أحداث عنف وتخريب، من طرف مجموعة من الشباب الغاضبين على الذين قاموا بإضرام النيران وإلقاء القارورات الحارقة عشية إحياء ذكرى الربيع الأمازيغي، من جهة أخرى عرفت ولاية البويرة تنظيم مسيرة سلمية، جدد من خلالها مواطنو الولاية مطالبهم في ترسيم الأمازيغية وكذا فتح المجال الإعلامي والثقافي. وقد قام حوالي عشرين شابا بحاصرة مقر الولاية، في حدود السادسة مساء ولأكثر من نصف ساعة، مما دفع عناصر الشرطة إلى إزالة حاجزهم الأمني والتراجع إلى الداخل لتفادي المواجهة مع الشباب الغاضبين، الذين شرعوا في رشق مقر الولاية بالحجارة وقاروات الحارقة، كما قاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية، حيث استمر الوضع على حاله قرابة نصف ساعة، ليعود بعدها الهدوء إلى المكان، غير أنه وعند منتصف الليل عادت المواجهات بشكل أعنف، حيث حاول عشرات الشباب من قاطني حي "القاضي"، باعتلاء أسوار الولاية، وقاموا بتمزيق غطاء بلاستيكي باستخدام السكاكين، وإضرام النار فيه، وقد لوحظت ألسنة النيران من أعلى مقر الولاية، في حين تعرضت النوافذ والأبواب البلاستيكية إلى التحطيم على يدي الشباب الغاضب. وفي السياق ذاته، ردد المتظاهرون عبارات تشير إلى عدم استفادتهم من مشاريع التنمية المحلية، وعلى عكس من ذلك. من جهة أخرى شهد إحياء المناسبة بولاية البويرة، تنظيم مسيرة سلمية قادها حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية وحركة العروش، حيث انطلقت المسيرة من قبالة الملعب القديم "سعيد بوروبة"، وصولا إلى مقر الولاية، شارك فيها مئات المواطنين، مرددين عبارات "نعم للجزائر الديمقراطية، لا للجزائر الدكتاتورية"، ورافعين لا فتات تبرز أهم مطالبهم المتمثلة في ترسيم الأمازيغية وتكريس التعددية السياسية وفتح المجال للعمل الثقافي والإعلامي. أما ولاية بجاية، فقد مرت المناسبة بصمت، باستثناء مسيرات "محتشمة" وبعض الأنشطة الثقافية التي نظمتها بعض التنظيمات الجمعوية والثقافية، نظرا لعزوف المواطنين عن التوافد.