تحضر قناة ''كنال +'' الفرنسية لبث حصة جديدة حول الوضع في الجزائر، تتناول فيها على وجه التحديد الوضع بالجزائر، مع التركيز بشكل خاص على مجزرة تيبحرين التي راح ضحيتها سبعة من الرهبان الفرنسيين، قتلوا على يد إرهابيين من الجماعة الإسلامية المسلحة ''الجيا'' في منتصف التسعينات، في منطقة جبلية بالمدية، بعد اختطافهم. المثير في الحصة الجديدة لقناة ''كنال+''، رغم عزمها على الخوض في اتهامات قديمة وبالية ضد الجيش الجزائري، من خلال الزعم بضلوعه في مقتل الرهبان الفرنسيين، هو أنها ستستضيف مرتزقة جزائريين لاجئين بفرنسا وبعضهم تجنس بالجنسية الفرنسية، لتقديم ''شهاداتهم'' حول المجزرة. وحسب مقتطفات من الحصة تمكنت ''النهار'' من الإطلاع عليها، فإن أحد ''شهود الزور'' الذي سيجري تقديمه على أنه ضابط سابق في الجيش الجزائري واسمه ''رضا'' يقع رفقة شخص آخر حاوره بالهاتف في خطإ جسيم يفضح فيه تورط جهات فرنسية تقف وراء قناة ''كنال+''، في محاولة إشعال ''ثورة'' 17 سبتمبر التي دعي إليها الجزائريون عبر رسائل ''آس آم آس'' وموقع ''فايس بوك''. ويظهر المقطع المثير في الحصة، كيف أن شاهد الزور ''رضا'' ومحدثه من باريس فقدا أعصابهما بعد دخولهما في ملاسنة كلامية، ويقول الثاني للأول بالحرف الواحد، ''المهم أن الثورة انطلقت في الجزائر''، مما يكشف أن معدّي الحصة بالقناة الفرنسية كانوا يعوّلون على قيام ثورة في الجزائر، تتزامن مع بث الحصة وعودة حملة التشكيك في القصة الحقيقية لمجزرة تيبحرين. وفي مهزلة أخرى، تكشف حجم التلاعب بالحقائق من طرف القناة الفرنسية وشهودها الزور، تقدم ''كنال+'' خلال الحصة شهادة مزعومة للجزائري كريم مولاي، يقول فيها إنه لديه معطيات بشأن أسماء مسؤولين جزائريين يزعم أنهم تورطوا في مجزرة تيبحرين، رغم أن هذا الأخير اعتذر في أكثر من مناسبة من الخوض في نفس الموضوع واعترف بأن لا معطيات لديه حوله، مثل ما جرى في الحوار المطول الذي أجرته معه ''صحيفة ''ليبيراسيون'' ونشر في طبعة المغرب، بتاريخ 2 سبتمبر عام 2010، عندما قال بصريح العبارة '' لن أتمكن من التّعليق على هذا الحادث- يقصد المجزرة- التي ليست لدي التفاصيل التي من شأنها أن تسمح لي أن أقول أن الحادث كان من تدبير هذا الطرف أو ذاك''. وتقدم قناة ''كنال+''، المرتزق كريم مولاي على أنّه ضابط سابق في جهاز الأمن والاستعلامات، غير أنّ المثير في ''شهادته'' خلال الحصة التي جاءت متناقضة مع ما قاله في أوقات سابقة، هو أنّه كان يرد على أسئلة الصحافي التي طرحت عليه باللغة الفرنسية، باستعمال اللغة الإنجليزية، كونه لا يجيد التحدث بالفرنسية. وقد اكتسب المرتزق كريم مولاي، المنحدرة أصوله من منطقة الأخضرية بالبويرة، القدرة على التحدث بالإنجليزية خلال فترة إقامته بإنجلترا، أين كان دائم الاحتكاك بمجموعات إسلامية متطرفة معروفة بميلها للتيار ''الجهادي''، تمكنت من كسب ثقة كريم مولاي وشراء ذمته باستغلال جشعه وحاجته للمال.