ارتفع عدد الوفيات بين الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة إلى 11 حالة، حيث فارق الحياة 4 حجاج بين منى وعرفات، بعد الحالات ال7 التي سجلت بين المدينةومكةالمكرمة، في حين تعرض العديد من الحجاج إلى سرقة أغراضهم وممتلكاتهم داخل المخيمات بمنى. وقال أمس الشيخ بربارة مدير الديوان الوطني للحج والعمرة في اتصال ب ''النهار'' من مكةالمكرمة، إن البعثة الطبية الجزائرية سجلت أربع حالات وفيات جديدة خلال ثلاثة أيام الأخيرة بينهما حاجان بمشعر منى واثنان آخران بعرفات، في حين كانت قد سجلت سبع وفيات بكل من المدينةومكةالمكرمة، فيما لايزال أيضا -حسبه- أربع حالات بمستشفى منى، أين يخضعون إلى العلاج والمتابعة من قبل أطباء سعوديين وبمتابعة أيضا من الطاقم الطبي الجزائري، كما تتواصل المتابعة بالنسبة إلى الحوامل الثلاث اللاتي يتواجدن تحت الرعاية الكلية من قبل الطاقم الطبي. سرقة وتعدٍ على ممتلكات الغير وسط المخيمات وتعويض من قبل الديوان وأضاف الشيخ بربارة، أنه تم تسجيل تعرض بعض الحجاج إلى سرقة أغراضهم التي منها الملابس والأموال والأفرشة وباقي الممتلكات بمخيم منى، وذكر بربارة، أن المخيمات التي تعرضت لذلك والتي من بينها المخيم رقم 84 و85، مؤكدا أنه إلى غاية نهار أمس، تم تسجيل 13 حالة سرقة، أغلبها بين الحجاج فيما بينهم خاصة بعد اقتحام الحجاج الأحرار لأماكن النظاميين مما تسبب -حسب بربارة- في نوع من الفوضى أدت إلى سرقة أغراض بعض الحجاج من أفرشة ومستلزماتهم الخاصة وكذا الأموال. وبخصوص الحجاج الذين تعرضوا للسرقات في الممتلكات، أكد الشيخ بربارة، أنه سيتم تعويضهم بتقديم 40 ريالا للحاج الذي تعرض لسرقة أمواله فقط ما عليه إلا الاستشهاد بشاهدين هناك، وتسلم إليه نقدا، أما الذين سرقت ألبستهم، سيتكفل أعضاء الديوان الوطني للحج والعمرة باقتنائها لهم، ونفس الشيء -يقول بربارة- بالنسبة إلى الذين سرقت أو ضاعت منهم الوثائق الرسمية فإن الشؤون القنصلية ستتكفل بكل التفاصيل من أجل إعداد وثائق أخرى وضمان عودة الحجاج إلى أرض الوطن. الحجاج تصرفوا بطرق غريبة ورموا الأفرشة في الشارع وأرجع بربارة، سبب تعرض الجزائريين إلى السرقات كونهم لا يتذكرون أماكنهم التي يقيمون بها بعد الذهاب لأداء الصلاة، وكذلك بسبب وقوع تيهان وسط الحجاج مما جعلهم يقتحمون أماكن أصحابهم فتجدهم يأخذون ممتلكات غيرهم دون إرجاعها أو سرقة الأفرشة للمبيت عليها وترك الحاج النظام بدون فراش، إضافة إلى أنه في بعض الأحيان ينسى الحاج مكان وضعه لأغراضه، فيصرح بأنه تعرض للسرقة، وقال الحاج بربارة إنه مقارنة بالموسم الماضي لم تسجل اقتحام كبير من قبل الحجاج الأحرار لأماكن النظاميين، لكن هذا السلوك يبقى دائما من سمات الحجاج الجزائريين الأحرار في كل موسم، بالإضافة إلى الإهمال وعدم احترام الغير، بعد تسجيل سلوكات غريبة كرمي الأفرشة في الشارع. اقتحام الأحرار لمكان النظاميين خلق مشكل المساحة في بسط الأفرشة وفيما يخص ظروف المبيت بمنى، ذكر بربارة، أنه خلال هذا الموسم وبعد توفير الأفرشة طرح مشكل آخر من قبل الحجاج وهو عدم وجود المساحات الكافية لبسط الأفرشة، مما خلق مشكل آخر ناتج أيضا عن تداخل الحجاج الأحرار، واقتحامهم لأماكن الغير. أما بالنسبة إلى رحلات العودة للحجاج إلى أراضي الوطن، أفاد بربارة، أن أول رحلة ستنطلق من مكة في 12 من الشهر الجاري والثانية يوم 17 من نفس الشهر من جدة، مشيرا في الأخير إلى أنه مقارنة بالموسم الماضي سجل تحسن كبير في تقديم خدمات النقل والمبيت لولا بعض التصرفات من قبل بعض الحجاج سامحهم الله التي لا تمت بصلة إلى الحاج. وفي نفس السياق، فإن الموسم الحالي تقلصت -حسب بربارة - عدد الوفيات في نفس هذه الفترة من 20 إلى 4 حالات فقط. حجاج جزائريون يتحدثون إلى ''النهار'' عن معاناتهم : 'قضينا الليل في العراء بعد اقتحام المخيّمات من قبل الحجاج الأحرار والأجانب أكد بعض الحجاج من مكةالمكرمة أن اقتحام الحجاج الأحرار لأماكن مبيتهم بمنى، أدى إلى خلق نوع من الفوضى بالمخيّمات بعد ما وجدوا أنفسهم في العراء دون أفرشة، وسط غياب المرشدين والمؤطرين، مما تسبب في حالة تيهان لكبار السن، الذين نسوا أماكنهم عند العودة من الصلاة. وقال الحجاج في اتصال ب ''النهار'' بمكةالمكرمة، أن غياب المرشدين والمؤطرين أكبر عائق يواجهونه حاليا بعدما وجدوا أنفسهم تائهين بين المخيّمات، في ظل نقص من يوجّههم خصوصا بالنسبة لكبار السن بعد ذهابهم إلى الصلاة بمخيمات منى وخلال التنقل إلى عرفات، حيث صرحوا بأن الذين لا يعرفون القراءة لم يتمكنوا من الالتحاق بالحافلات التي تقل الجزائريين، لكونهم لم يتعرفوا عليها بسبب نقص من يوجّههم وتهرب الآخرين من مسؤوليتهم. وفيما يخص المبيت بمنى، لم يُخف الحجاج الجزائريون معاناتهم خصوصا بعد اقتحام الحجاج الأحرار لأماكنهم، إذ سلبوا منهم أفرشتهم، بعد أن مُنحت لهم مقرات للمبيت بعيدة، مما جعلهم يتوافدون على مكان الحجاج النظاميين وسط فوضى كبيرة، أدت إلى اختلاط الأمور ونسيان أغلب الحجاج لأماكنهم، حيث لجأوا إلى البحث بأنفسهم بعد غياب شبه تام لأعضاء الديوان الوطني للحج والعمرة المكلفين بتأطير الحجاج، عن طريق إيفاد مرشدين، مهمتهم التكفل بتوجيه الحجاج والبقاء تحت الطلب في كل مكان أثناء أداء الفريضة، لكن هذا الذي لم يكن - حسب الحجاج الذين تحدثنا إليهم - نتيجة انشغالهم بأداء فريضة الحج هم أيضا. وقال الحجاج أن هناك من ضاعت أغراضهم وممتلكاتهم، مثل الملابس والهواتف النقالة، كما أن هناك من لم يجد فراشه عند العودة من عرفة، إضافة إلى غياب الأمن في المخيمات التي يقيم بها أعضاء الجالية مقارنة بنظيراتها من الأجانب، مما ساعد على دخول الحجاج الأجانب الذي قضوا الليل في الطرقات، فعمدوا إلى الدخول لاستعمال دورات المياه الخاصة بالجزائريين في ظل غياب أعوان للحراسة. وذكر الحجاج، فيما يخص المخيمات، أنها كانت مكيّفة كلها، والأفرشة متوفرة، ولولا الحجاج الأحرار، الذين قاموا باقتحام أماكنهم وغياب المرشدين وسوء التنظيم، لتمّت الأمور في أحسن الظروف.