اجتاحت الأمطار والسيول المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة في آخر أيام التشريق، ما أجبر الحجاج الجزائريين للمكوث بمخيمات منى لساعات إضافية في ظل تعطّل حركة النقل، في حين استنفرت السلطات السعودية قوات الدفاع المدني لتطبيق خطة مواجهة السيول وإجلاء الحجاج من منى وارتفعت حصيلة وفيات الحجاج الجزائريين إلى 18 حالة عقب الأمطار والسيول. * شهدت، أمس، المشاعر المقدسة حالة من الطوارئ والاستنفار لقوات الدفاع المدني السعودي والقائمين على بعثات الدول الإسلامية ومن ضمنها بعثة الحج الجزائرية، حيث احتجزت الأمطار والسيول الحجاج بمنى لساعات طويلة بعد انقضاء اليوم الثالث من أيام التشريق، حيث تفاجأ الحجاج بزخات من البرّد والأمطار الغزيرة، وهم يستعدون لمغادرة منى نحو مكةالمكرمة ما عطّل حركة النقل بعد أن غمرت السيول طرق ومسالك المشاعر المقدسة، وأشار بربارة الشيخ المدير العام للديوان الوطني للحج أن الأمطار باغتت الحجاج فالمخيمات، حيث طلبت البعثة من الحجاج المكوث في خيامهم إلى أن تتوقف الأمطار وعدم المجازفة بمغادرة المشاعر باتجاه الحرم المكي بالحافلات وإنما مشيا على الأقدام لتفادي وقوع أي حوادث مؤسفة في ظل التهاطل الغزير للأمطار والسيول، ليتم في ساعة متأخرة من ليلة الخميس إلى الجمعة تفويج بقية الحجاج الجزائريين المسنين الماكثين بمنى من المشاعر المقدسة إلى الحرم المكي بالحافلات بعد أن انخفض منسوب المياه بالطرقات. * واستنفرت قوات الدفاع المدني بالحج كافة قواتها بالعاصمة المقدسة والمشاعر لتنفيذ الخطة التفصيلية لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول حال تلقيها عصر الخميس المنقضي تنبيهاً من الأرصاد بإمكانية هطول أمطار غزيرة على المشاعر المقدسة، ونشر عدد كبير من فرق الإنقاذ المائي في جميع مربعات مشعر منى والطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، حيث أوضح الرائد عبدالله العرابي الحارثي الناطق الإعلامي للدفاع المدني بالحج لوكالة الأنباء السعودية أن فرق الحماية المدنية والسلامة كانت جاهزة لإخلاء الحجاج من مشعر منى إلى مراكز الإيواء، إذا استلزم الأمر ذلك، حيث تم تطبيق خطة مواجهة السيول والأمطار وارتفعت نسبة الجاهزية إلى 100 % بعد تحول تنبيه الأرصاد إلى تحذير إلا أن الأوضاع في العاصمة المقدسة والمسجد الحرام والمشاعر مطمئنة وفي الحدود الآمنة، حيث سجلت ارتفاع منسوب المياه إلى 16 ملم بمشعر منى. * وارتفعت حصيلة الوفيات وسط الحجاج الجزائريين إلى غاية عصر نهار أمس إلى 18 حالة وفاة من بينها ثلاثة حجاج جزائريين قادمين من المهجر وتسجيل تسع حالات وفاة بكل من عرفة ومنى ومزدلفة خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، ووصفت تقارير البعثة الطبية حالات الوفيات ال18 بالوفيات الطبيعية لحجاج مسنين، تتراوح أعمارهم مابين 50 و95 سنة أغلبهم مصابون بأمراض مزمنة، ولا علاقة لها بالتدافع والازدحام الكبير الذي لم تشهد مثله عرفة ومنى منذ سنة 1982 نظرا للأعداد الهائلة من الحجاج والتي تجاوزت 4 ملايين حاج، ومن المقرر أن تعقد السلطات السعودية جلسات تقييم وتشاور مع مختلف بعثات الدول الإسلامية لتحسين ظروف استقبال ورعاية ضيوف الرحمان بالبقاع المقدسة انطلاقا من وصولهم إلى مطار الحجاج بجدة والمدينة، وصولا إلى وقفة عرفة مرورا بالمبيت بمنى والمشاعر المقدسة.