اضطر المئات من الحجاج الجزائريين للمبيت في طرقات "منى" وشوراعها مفترشين "الكرطون" طيلة أيام "العيد" وعشية يوم "عرفة" بعد أن تخلت عنهم أربع وكالات خاصة، كما احتل بعض الحجاج الباكستانيين والهنود لخيام الجزائريين ما قلص من حصة حجاجنا في ظل الاكتظاظ الشديد بمشعر "منى" الذي لا تتجاوز طاقته الاستيعابية المليون و400 ألف حاج، في حين يتعدى تعداد الحجاج بمنى اليوم ثلاثة ملايين حاج. * وأكدت مصادر مسؤولة بالبعثة الوطنية للحج من البقاع المقدسة أن قرابة الألف حاج جزائري تابعون لأربع وكالات خاصة اضطروا للمبيت في طرقات "منى" وافتراش "الكرطون" لوقاية أجسادهم من الحصى الخشنة والجو البارد ليلا بعد أن لم يعثروا على مكان بين الخيام في المربع الجزائري بمشعر "منى" رغم أن العقد الموقع بينهم وبين الوكالات الخاصة يؤكد استفادتهم من المبيت في خيام لائقة وملائمة طيلة أيام تواجدهم بمشعر "منى" فضلا على أن أغلب الحجاج دفعوا ما لا يقل عن 30 ألف دج للوكالات الخاصة قصد التميّز بخدمات استثنائية وراقية. * كما أشارت ذات المصادر أن بعض المطوّفين السعوديين احتالوا على مجموعة من المتعاملين الجزائريين بقبض مبالغ مالية ضخمة مقابل إيواء عدد من الحجاج الجزائريين التابعين للوكالات السياحية الخاصة المؤطرة لعملية الحج رفقة الديوان الوطني للحج والعمرة خلال الموسم الجاري، في حين لجأ ذات المطوّفين إلى إعادة كراء المخيمات لحجاج من دول أخرى ما أوقع بعض الوكالات الخاصة في مأزق ليلة العيد بعدم إيجاد خيام يبيت فيها الحجاج المشرفين عليهم فضلا عن تسجيل سطو بعض الحجاج الباكستانيين والهنود على خيام الجزائريين عبر مخارج الطوارئ واحتلالها، إلا أن أغلب الخيام الجزائرية المحتلة تم استرجاعها بتدخل أعضاء من البعثة الوطنية للحج. * وأوضح بربارة الشيخ المدير الوطني للحج والعمرة في اتصال هاتفي من البقاع المقدسة ل"الشروق اليومي" أن أربع وكالات خاصة تخلّت عن حجاجها وقصرّت في خدمتهم بالمشاعر. ما أخلّ ببنود العقد الموثق بين الوكالات والحجاج فضلا عن إقصائها من عملية تأطير الحج خلال المواسم المقبلة في انتظار تسليم لجنة مراقبة ومتابعة الوكالات الخاصة لتقريرها النهائي حول العملية، مضيفا أنه على ضوء التقرير ستتخذ الإجراءات اللازمة باتجاه كل الوكالات والبالغ عددها 26 وكالة سياحية خاصة تتكفل بقرابة 14 ألف حاج جزائري، وكشف ذات المتحدث عن أسماء الوكالات الأربع المسؤولة عن مبيت الحجاج في طرقات "منى" ونقضها للعقد الموثق، حيث يتعلق الأمر بوكالة "المغرب" ووكالة "النهضة" ووكالة "عديل" ووكالة "عالم السياحة". * ووفاة 10 حجاج جزائريين وترحيل 65 حاجا "حراڤا" سجلت، الثلاثاء، البعثة الطبية للحج بالبقاع المقدسة وفاة ثلاثة حجاج جزائريين بالمشاعر في "منى" و"مزدلفة"، حيث بلغت حصيلة الوفيات وسط الحجاج الجزائريين خلال الموسم الجاري إلى 10 حالات مقابل 42 حالة لموسم حج 2007 كما رحلّ الديوان الوطني للحج والعمرة 65 حاجا "حراڤا" بعد أن ضُبطوا متسللين إلى الخيام الجزائرية ب"منى". وأكدت مصادر من البعثة الطبية بالبقاع المقدسة وفاة ثلاثة حجاج جزائريين مسنين مصابين بالمشاعر في "منى" و"مزدلفة" و"عرفة" نتيجة للاكتظاظ الشديد بتجمع أكثر من 3ملايين حاج في صعيد واحد لا تتجاوز قدرته الاستيعابية المليون و400 ألف حاج، حيث لفظ الحجاج الثلاثة أنفاسهم الأخيرة بعد نوبة من الإعياء والإرهاق فضلا عن إصابتهم المسبقة بأمراض القلب والضغط الدموي. وباشر الديوان الوطني للحج والعمرة إجراءات ترحيل 65 حاجا جزائريا "حراڤا" ضبطوا متسللين إلى الخيام الجزائرية بمنى وأغلبهم من الجزائريين الذين اعتمروا أسابيع قبل انطلاق موسم الحج واخترقوا القانون بتخفيهم في فنادق مكةالمكرمة والمدينة المنورة رغم انقضاء عمر تأشيراتهم قصد تأدية مناسك الحج بطريقة سرية وغير رسمية. كما أوقفت الشرطة السعودية قرابة 2500 حاج "حراڤ" من مختلف بقاع العالم أدوا مناسك الحج بطريقة سرية ودون تراخيص. ويشار إلى أن السلطات السعودية أطلقت حملة ضخمة للحد من الظاهرة تحت شعار "لا حج بلا ترخيص"، كما راسلت ذات السلطات مختلف البعثات الرسمية للحجاج الممثلة لجميع الدول الإسلامية إلى ضرورة الإقتداء بالتجربة الجزائرية في التأطير الجواري بإدماج أعوان الحماية المدنية في البعثات الرسمية. وتمكنّ قرابة 37 ألف حاج جزائري من أداء مناسك الحج كاملة والوقوف بصعيد عرفة في ظروف جيّدة بفضل التأطير الجواري لأعوان الحماية المدنية والفريق الطبي وأعضاء الديوان الوطني للحج والعمرة، إلا أن ترحيل 13 حاجا جزائريا من البقاع المقدسة بسبب اكتشاف إصابتهم بأمراض عقلية وعضوية خطيرة تحول دون أدائهم وإتمامهم للمناسك وانتحار حاجين جزائريين أخرين لا تزال تثير كثيرا من التساؤلات حول موسم حج 2008.