حذّر خبراء اقتصاديون من تداعيات الأزمة المالية الأوروبية وتأثيرها على الجزائر. وقال هؤلاء أن أسعار المواد الأساسية مرشحة للارتفاع بشكل مستمر خلال ال3 سنوات المقبلة، باعتبار الجزائر تعتمد أكثر على استيراد مثل هذه المواد. وحسب الخبير في الشؤون الاقتصادية بشير مصيطفى، فإن الأزمة المالية الأوربية الحالية سيكون لها تأثير سلبي كبير على الجزائر مستقبلا، من خلال ارتفاع في أسعار المواد المستوردة من القارة، خصوصا أن أوربا تُعتبر أكبر ممول للسوق الجزائرية. وأكد الأستاذ مصيطفى في اتصال مع ''النهار''، أن تأثير الأزمة المالية الأوربية سيكون له تأثير على الاقتصاد الوطني والمواطن خاصة، وذلك بارتفاع كبير في أسعار المواد المستوردة من أوربا مثل مختلف الزيوت المستعمَلة في السيارات، لكونها غير مدعمة من قبل الدولة، وبالتالي سيتحمل تبعاتها المواطن لوحده، في حين سيكون على الدولة دفع أعباء إضافية على المواد المدعمة مثل الحليب والحبوب وغيرها. وأضاف الخبير الاقتصادي أن الاقتصاد الجزائري له ارتباط مباشر بالاقتصاد الأوربي، خصوصا الفرنسي منه، الذي هو حاليا تحت المراقبة، والإيطالي الذي بدأت بوادر الأزمة تظهر بعد رفض الدولة دعم الشركات الاقتصادية، مما سيؤدي إلى إفلاسها وغلقها، وبالتالي نقصها في السوق، ثم ارتفاع في الأسعار.. الخبير سراي: الوضعية التي يعيشها الاقتصاد الأوربي خطيرة جدا وسيكون لها تأثير على الأسعار في السوق الجزائرية وأكد الخبير في الشؤون الاقتصادية عبد المالك سراي، أن الوضعية الخطيرة التي يعيشها الاقتصاد الأوربي، سيكون له تأثير كبير على الجزائر، من خلال ارتفاع في أسعار المواد المستوردة من السوق الأوربية من جهة، وتوقع في انخفاض كبير في أسعار البترول نتيجة قلة الطلب عليه. وقال سراي في اتصال مع ''النهار''، أن الوضعية التي يعيشها الاقتصاد الأوربي خطيرة جدا يصعب معرفة ردود فعلها، لكن الجزائر لن تكون في منأى عن الأزمة بحكم علاقاتها الاقتصادية القوية مع فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، مضيفا أنه في حال حدوث انكماش وإفلاس للشركات في هذه الدول، سيؤدي إلى قلة الإنتاج، وبالتالي ارتفاع في أسعار المواد الغذائية المستورَدة من أوربا مثل الباقوليات والمركبات والوسائل المصنعة الأخرى. وللتقليل من الأزمة دعا الخبير إلى التوعية من خلال إعادة النظر في التجارة الخارجية الجزائرية وتوعية المتعاملين الاقتصاديين والانتباه في استعمال العملة والسماح للغرفة الوطنية للتجارة والباترونا بلعب دورها. الخبير المالي عبد الرحمن بن خالفة ل''النهار'': أسعار المواد الأساسية والخدمات سترتفع ب20 بالمائة خلال ال 5 سنوات القادمة قال الخبير المالي عبد الرحمن بن خالفة، أن تداعيات الأزمة المالية الأوروبية ستكون لها انعكاسات سليبة على الجزائر من ناحية أسعار التي توقع ارتفاعها بنسب تتراوح من 15 إلى 20 في المائة خلال السنوات الخمس القادمة وهي الفترة التي أكد فيها بأن التنبؤات العالمية تفيد بأن سعر برميل البترول لا ولن يقل عن ال90 دولارا. وأوضح بن خالفة في تصريح خص به ''النهار'' أن كافة الخدمات والمواد المستوردة من دول أوروبا ستعرف ارتفاعا يصل إلى 20 في المائة مشددا في الوقت ذاته على ضرورة نهوض الحكومة بمتعامليها الاقتصاديين والبنوك وحتى المستثمرين الأجانب باقتصادها الداخلي على اعتبار أن الأزمة المالية ستعمل على التقليص من حجم الوارادات بسبب تأثر كبرى الدول المورِدة للجزائر من الأزمة. هذا وقال بن خالفة بأن الخطر الكبير الناجم عن هذه الأزمة هو ارتفاع ما اسماه بالتضخم المستورِد بشكل كبير خلال السنوات الخمس القادمة.