منّعت السلطات الليبية الجديدة أمس، دبلوماسيين جزائريين من دخول الأراضي الليبية لعدم امتلاكهم ''فيزا''، وهو الإجراء الذي طبق على كل الرعايا العرب باستثناء المغاربة والأتراك، وشرعت السلطات الليبية في فرض التأشيرة على الرعايا الجزائريين الراغبين في دخول الأراضي الليبية، بدء من أمس، بعد أن كان دخولها يقتضي تقديم وثائق الهوية على مستوى المراكز الحدودية والمعابر البرية أو المطارات والموانئ التي ينزلون بها، وهو الإجراء الذي تعمل به الجزائر حيال الرعايا الليبيين منذ عهد العقيد الليبي معمر القذافي. وبحسب ما توفر لدى ''النهار'' من معلومات موثوقة، نقلا عن مصادر دبلوماسية، فإنّ عددا من الدبلوماسيين الجزائريين حاولوا أمس، دخول الأراضي الليبية عبر معبر الدبداب الحدودي، غير أن مطالبهم قوبلت بالرفض، حيث اشترط عليهم تقديم تأشيرة الدخول. ويأتي هذا الإجراء التمييزي الذي لم يحترم حتى أعراف الدبلوماسية، وممثلي الدبلوماسية الجزائرية، غداة اعتراف الجزائر بالمجلس الانتقالي الليبي الذي اعتبرته حاليا الممثل الرسمي للشعب الليبي في انتظار تعيين حكومة جديدة، إذ أكدت الجزائر استعدادها لمساعدة السلطات الليبية الجديدة في إعادة إعمار ليبيا وتنميتها، وإن كان هذا القرار استفزازيا للجزائر حكومة وشعبا، كونه مس دبلوماسيين، وينتظر أنّ يلحق بالرعايا، خاصة إذا علمنا أن عددا كبيرا من الرعايا الجزائريين كانوا مستقرين في ليبيا، قبل أن تشتعل أوزار الحرب بها، وغادروها خوفا من التصفية، بعد أن ترددت إشاعات مشاركة مرتزقة جزائريين في تقتيل المواطنين الليبيين، إلى جانب قوات العقيد معمر القذافي المغتال عشية عيد الأضحى، وهي المعطيات التي لم تؤكدها أية جهة، حيث لم يثبت أي طرف وجود جزائريين في صفوف قوات القذافي، فإنه من المرتقب أن تفرض الجزائر الإجراءات ذاتها على الرعايا الليبيين، إذ سبق وأن أكدت وزارة الخارجية الجزائرية على لسان الناطق الرسمي لها عمار بلاني: ''إن الجزائر ستلجأ لفرض التأشيرة على الليبيين في حالة فرضها على الجزائريين وسنعمل على تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل''، عقب تردد معلومات حول فرض ''الفيزا'' على الجزائريين الراغبين في دخول ليبيا، وهو ما نفاه فيما بعد المجلس الانتقالي الليبي على لسان نائب رئيسه في تصريح خص به قناة إخبارية، بعد أن نقل الموقع الإلكتروني التونسي''وجهة تونس'' المختص في الرحلات السياحية، بأن الخطوط الجوية التونسية، تلقت مراسلة رسمية من المجلس الانتقالي، تبلغه بفرض تأشيرة لدخول ليبيا على رعايا دول الجزائر، المغرب، مصر وسوريا السودان، تشاد والنيجر، بينما تم إعفاء المواطنين الأتراك والتونسيين، لتؤكد أمس ممارسات شرطة الحدود الليبية على مستوى المركز الحدودي لها مع الجزائر، صحة المعلومات المتداولة برفض دخول جزائريين إلى ليبيا، إلا بعد الحصول على تأشيرة تسمح لهم بذلك. يذكر أن الجزائر كانت قد استقبلت عشية عيد الفطر المبارك عائلة القذافي ممثلة في زوجته وابنيه محمد وحنبعل وكذا ابنته عائشة التي وضعت مولودتها بمستشفى في تمنراست، وهو القرار الذي اعتبره المجلس الانتقالي الليبي استفزازيا وتراجع بعد ذلك عن تصريحاته عقب تأكيد الجزائر أن الإجراء إنساني محض، وتميزت العلاقات بين الطرفين بفتور يعرف هزات من حين لآخر، لتستقر في الأخير بعد الاعتراف بالمجلس الانتقالي، غير أنه لا يستبعد أن تعود إلى الفتور في ظل الاستفزازات التي تمارسها السلطات الليبية الجديدة حيال كلما هو جزائري.