أكدت وزارة الخارجية، أمس، أن قرار فرض تأشيرة الدخول إلى الأراضي الليبية على الجزائريين قد تم اتخاذه في عهد معمر القذافي غير أن السلطات الليبية الجديدة أعفت المواطنين التونسيين والأتراك منه، وأضاف ذات المصدر أن الجزائر لن تتسرع في اتخاذ قرارا للرد على هذا الإجراء، إلا بعد سماع تفسيرات من الوفد الليبي الرفيع الذي سيحل بالجزائر خلال الأيام القليلة القادمة. فصلت وزارة الخارجية، أمس، في الجدل الدائر حول فرض السلطات الليبية الجديدة، تأشيرات دخول على الجزائريين، بعد أن تضاربت المعلومات حول ذلك بين تأكيد ونفي من جهة، وبين حديث عن تعليمات سرية تم إبلاغها لموظفي الجمارك والبوابات الحدودية البرية والبحرية والمطارات الليبية، لمنع أي شخص يحمل الجنسية الجزائرية من دخول الأراضي الليبية، كونهم يشكّلون خطرا على أمن البلاد من جهة أخرى. وأوضح عمار بلاني في تصريح ل »صوت الأحرار« خلال دردشة معه على صفحة »الفايس بوك« أن التدابير التنفيذية المتعلقة بفرض تأشيرة على الجزائريين الراغبين في دخول الأراضي الليبية ليس جديدا، بل إجراء قديم تم اتخاذه العام الماضي في عهد نظام القذافي، وأضاف أن الجديد في الموضوع هو الإجراءات التنفيذية التي اتخذتها السلطة الليبية والتي تتعلق بإعفاء المواطنين التونسيين والأتراك دون غيرهم من هذا الإجراء. وفي السياق ذاته، أوضح بلاني أن الجزائر لن تتسرع في اتخاذ أي قرار يخص هذا الموضوع، ولكنها ستتريث لتستمع إلى تفسيرات الوفد الليبي الرفيع الذي ينتظر أن يحل بالجزائر خلال الأيام القليلة القادمة، وأضاف المسؤول بوزارة الخارجية أن الجزائر وبناءا على هذه التفسيرات ستحدد ما إذا كانت ستتخذ قرار المعاملة بالمثل مع ليبيا. وتشير مصادر إعلامية إلى أن السلطات الليبية حثت الموظفين خلال التعليمات التي أرسلتها إلى جميع المنافذ الحدودية برأس جدير على الحدود التونسية، ومطار قرطاج الدولي »تونس« ومطار القاهرة وكذا المعبر الحدودي الرابط بين مصر وليبيا، ومقرات الشرطة والكتائب المسلحة التابعة للثوار والمجلس الانتقالي الليبي، على طرد أيّ شخص يحمل الجنسية الجزائرية إذا تَمّ ضبطه داخل تراب ليبيا خلال 24 ساعة على أن يتم العمل بذلك من يوم 30 أكتوبر الماضي وأن لا يتم اعتبارهم أطرافًا معادية يخططون للمساس بالثورة ويعتقلون بعدها مباشرة طبقًا للقوانين الليبية المخصصة لمكافحة الإرهاب. وجدير بالذكر أن العلاقات الجزائرية الليبية مرت بمرحلة توتر بسبب اتهام المجلس الانتقالي الليبي الجزائر يدعم نظام القذافي، غير أن اللقاءات التي دارت بين مسؤولين جزائريين وليبيين والتي كان أبرزها اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة برئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، قد تمحورت حول إعادة بعث العلاقات الثنائية بين البلدين اللذين تواجههما تحديات إقليمية مشتركة. ويبقى عدم استثناء الجزائر من فرض تأشيرة الدخول إلى ليبيا على مواطنيها حجر عثرة في طريق إعادة اللحمة بين البلدين.