أقدمت مجموعة من الشباب الجزائري المقيمة بمقبرة العالية على انتهاك حرمة المقابر وتدنيس مقبرة العالية بالعاصمة، بإجراء مباراة في كرة القدم بين فريقين بأكثر من 12 لاعبا في مكان بين القبور في وضح النهار. وهو ما جعلنا ننتقل إلى المقبرة للوقوف على حقيقة هذا الفيديو، قبل أن تكون المفاجأة من خلال التقائنا بنفس هذه المجموعة التي أكدت لنا أنها تجري مباريات يومية في المقبرة بملعب موجود في المربع المخصص للموتى الإنجليز، هؤلاء الشباب الذين عكفوا على الاعتداء يوميا على حرمة المكان دون مبالاة بإجراء مباراة كرة القدم ببرودة أعصاب تامة على خط التماس من شواهد قبور الموتى مع وجود مشجّعين يتفرّجون على هذه المباراة ويتفاعلون مع اللقطات دون أن يشعر أحدهم بحرمة المكان أو يقدّر قدسية القبور في أكبر مقابر الجزائر، حيث يظهر هؤلاء اللاعبون وهم يشاركون في اللقاء دون خوف من رقيب أو حسيب في غياب تام للسلطات المختصّة. ولدى استفسارنا لدى العامل على مستوى مقبرة العالية في المربع الخاص بالموتى ''الإنجليز''، أكد لنا هذا العامل التابع لمؤسسة تسيير المقابر، أن الأمر خارج عن صلاحياتهم وهي من صلاحيات القنصلية البريطانية التي عيّنت عاملا تابعا لها، مخليا المسؤولية الكاملة عن مؤسسة تسيير المقابر عن هذا التصرف غير المقبول والذي لم يجد هؤلاء الشبان أي حرج فيه. عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية: ''إجراء المباراة قرب المقابر حرام وإهانة للموتى'' أكّد عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية، عبد القادر لشهب، أن إجراء مباريات كرة القدم في المقابر أو حتى قربها حرام شرعا وإهانة للموتى وقدسية المقابر وأوضح لشهب في مكالمة هاتفية مع ''النهار''، أمس، أن هذا الفعل تدنيس للمقابر ولا يجوز شرعا حتى وإن كانت المباراة في مكان بجوار المقبرة يمكن فيه أن يعتدي على حرمة الموتى والقبور، كما أضاف عضو لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية، أن الأولياء مطالبون بتوعية أبنائهم حول حرمة المقابر لكي لا تتكرر مثل هذه الأحداث التي تكون نتيجة جهل الشباب ببعض الأمور التي تؤدي إلى هذه التجاوزات الخطيرة.