''أعطي العقد والهاتف لأختي غدا''، قبّلت ابنيها ''مؤمن وإسلام''.. وقالت إنه لا يمكن لها الذهاب إلى ولاية البويرة لتسكن مع عائلة زوجها، كونها تعودت على السكن بمفردها، هي آخر العبارات التي قالتها ''وهيبة. ع'' البالغة من العمر 28 سنة وهي تضحك وتمازح ابنيها وفي نيتها الانتحار بعد كلامها هذا كونها توجهت مباشرة إلى الشرفة لتلقي بنفسها مباشرة من الطابق الخامس من العمارة الواقعة بحي ديار البركة ببراقي. إهتز في حدود السابعة والنصف مساء من ليلة السبت سكان حي ديار البركة الواقعة بإقليم بلدية براقي شرق العاصمة، على وقع حالة انتحار أم لطفلين المدعوة ''وهيبة. ع'' البالغة من العمر 28 سنة، تاركة وراءها ابنيها إسلام البالغ من العمر 4 سنوات ومؤمن ذو العامين اللذان لم يتوقفا عن سؤالهما عن أمهما التي لم يرياها منذ ليلة أول أمس. وفي تنقل ''النهار'' أمس، إلى منزل أخت زوجها موقع الجريمة والتي كانت ضيفة منذ ثلاثة أيام روت لنا الأحداث التي سبقت قرار وهيبة في وضع حد لحياتها تاركة ابنيها أكبرها إسلام ذو ال4 سنوات الذي بمجرد دخولنا إلى المنزل أخبرنا بأن أمه في منزلهم الواقع بولاية البليدة، أما مؤمن ذو العامين الدموع كانت لا تفارق عينيه باحثا عن أمه، أجواء تقشعر لها الأبدان لما نظرنا في وجه ابنيها اللذان كانا يبحثان عن أمهما التي شاءت لهما الأقدار بأن لا يرياها مجددا كونها قررت وضع حد لحياتها في 28 من العمر، وهذا بعد خمس سنوات من الزواج. وفي حديثنا مع أخت زوجها التي شاهدت موقف انتحار زوجة أخيها بأن أخاها كان مستأجرا لشقة في ولاية البليدة، حيث يعمل كمقاول -تقول- وقررا مؤخرا أخذها إلى ولاية البويرة عند أهله بعدما وجد عملا بالصحراء الجزائرية، كونه لا يمكن له بأن يتركها وحدها إلا أنها كانت ترفض دائما ذلك وطلبت منه بأن يستأجر لها شقة في الجزائر العاصمة، لكنه رفض وهو القرار الذي لم تهضمه وكانت تبدي نية ملحة في الرفض من خلال حديثها معه، وكانت تقول دائما بأنه سوف يأتي يوم وتنتحر فيه، على الرغم من أنها كانت تعيش رفقة أخيها حياة زوجية هادئة يقول- غير أن ما حدث ليلة أول أمس لم نجد له تفسيرا، حيث أخذها زوجها رفقته وإبنيها إلى البحر وهذا بعد طلب منها، ولدى دخولهم في حدود الساعة السادسة مساء تحدثت مع أختها في الهاتف، وبعدها توجهت نحو زوجها وطلبت منه أخذ قلادتها وهاتفها في اليوم الموالي لأختها بولاية تيبازة، وأكدت أنها ترفض الذهاب للعيش عند أهله في البويرة كونها تعودت على العيش وحدها، لتقوم بعدها بتقبيل وضم ابنيها، فقال زوجها مباشرة بعدما شاهد تصرفات زوجته بأنها ''تودع''، وفعلا خرج من المنزل لتتوجه هي بعدها إلى الشرفة وتلقي بنفسها من الطابق الخامس، لتقع جثة هامدة. وقد فتحت مصالح الأمن لبراقي تحقيقا في قضية انتحارها.