وقع أزيد من 11 رعية أوروبية من بينهم 5 فرنسيين في قبضة عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، إثر عمليات اختطاف متفرقة نفذها التنظيم الإرهابي المسلح بمنطقة الساحل سنة 2011، كان آخرها اختطاف 5 من بينهم فرنسيان من مدينة تومبوكتو شهر نوفمبر الماضي، حيث أصبحت العمليات التي ينظمها عناصر أبو زيد والأعور، تشكل هاجسا حقيقيا لدى كافة السياح في دول العالم. ويعتبر عماري صايفي المعروف بعبد الرزاق البارا الذي يقبع حاليا في المؤسسة العقابية بسركاجي، صاحب أول عملية اختطاف يتبناها تنظيم القاعدة بصحراء دول الساحل سنة 2002، لتستمر الجماعة السلفية للدعوة والقتال في تنفيذ عمليات الإختطاف، بعد إلقاء القبض عليه، ليفتح بذلك عبد الرزاق البارا بابا من أبواب التمويل استغلته القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، لاستمرارها في الواجهة، من خلال أموال الفديات، التي مكنتها من شراء السلاح والمؤونة. وشكل البارا تهديدا حقيقا خلالها، حين اختطف 32 سائحا أوروبيا أغلبيتهم ألمان، وهدد بشكل مباشر أي رحلة سياحية أخرى لصحراء الجزائر وشمال مالي والنيجر، حيث كانت تنشط جماعته، قبل أن ينحصر نشاط الجماعة ليقتصر على الصحراء الجزائرية، وحرم بذلك الوكالات السياحية الجزائرية من استقبال السياح الأجانب، فقضى على السياحة الداخلية التي أصبح الأجانب يتحججون بعدها بالجانب الأمني وغيرها. واختطفت جماعة أبو زيد ومختار بلمختار اللذين كانا عنصرين في جماعة البارا مع نهاية 2011، 11 أجنبيا من بينهم 5 فرنسيين إلى جانب دركي موريتاني، وذلك على مستوى المدن الشمالية لدولة مالي، أين اختطف مسلحين فرنسيين من مدينة هومبوري يعملان بشركة بترولية محلية، إلى جانب اختطاف 5 آخرين من بينهم فرنسيين، سويدي، إيرلندي وبريطاني، زيادة على الحقوقيين الذين تم اختطافهم من مخيمات اللاجئين الصحراويين. وتجدر الإشارة في هذا السياق؛ إلى أنّ عمليات الإختطاف الذي شهدتها المنطقة مؤخرا، فرضت إجراءات جديدة على السياح الأجانب في كل دول الساحل، حيث أمرت الحكومة المالية كل الوكالات السياحية التي اصطحبت أجانب إلى المناطق السياحية، بضرورة إعادتهم إلى العاصمة على جناح السرعة، لتفادي أي عملية اختطاف أخرى، في الوقت الذي لم تعد الجزائر وجهة مفضلة لدى الأجانب بسبب الجانب الأمني، رغم ما تزخر به من مناطق سياحية إلى جانب النيجر. واشتكت الوكالات السياحية بالجزائر ومن ورائها الوكالات السياحية الأوروبية التي كانت تتخذ من صحراء دول الساحل وجهتها المفضلة، من الجانب الأمني الذي فرضه عناصر تنظيم القاعدة خاصة في الآونة الأخيرة، حيث لم تعد تفوت أية فرصة لتنفيذ عمليات اختطاف ضد زبائنها، ففي كل موسم سياحي يتم اختطاف عدد لا بأس به من الرهائن، زيادة على إطارات الشركات البترولية بالمنطقة.