اتهمت الحكومة السويسرية الجزائر برفض التعاون القضائي معها في قضية اختطاف الرعايا الأجانب الذي قام بها عناصر عبد الرزاق البارة القيادي في الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وهو ما نفاه سفير الجزائر بسويسرا كمال حوحو الذي أكد بأن السلطات الجزائرية تتعاون بشكل كامل في هذا الملف مع السلطات السويسرية. أكدت الناطقة الرسمية باسم الكونفيدرالية السويسرية جانت بلمير أن سويسرا قد أغلقت ملف التحقيق في عملية اختطاف رعاياها في الجزائر من قبل عمار صايفي المدعو عبد الرزاق القيادي السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال في صائفة 2003 المتواجد حاليا رهن الاعتقال.، وأوضحت في تصريح لإذاعة ألمانية أن القضاء السويسري أنهى الإجراءات القضائية الذي أعلن عنها بعد عملية الاختطاف التي طالت أربعة رعايا سويسريين في صحراء الجزائر وأشارت إلى عدم تمكن المحققين السويسريين من الكشف عن هوية المختطفين للتمكن من مواجهتهم مع الضحايا، وأضافت أن معظم العناصر الإرهابية التي نفذت عملية الاختطاف تم القضاء عليهم خلال مواجهات مع قوات الأمن في منطقة الساحل. وبررت الناطقة باسم الحكومة السويسرية من جهة أخرى طي ملف التحقيق في قضية اختطاف الرعايا السويسريين برفض الجزائر التعاون مع سويسرا في هذا الملف، وقالت المسؤولة السويسرية في هذا الشأن أن الجزائر لم ترد على طلبات القاضي الفيدرالي إرست رودونز المتمثلة في الإنابة القضائية للتحقيق في القضية رغم الدعوات المتكررة للرد على الإنابة . وكانت السلطات السويسرية قد أعلنت عن وجود صعوبات في تنفيذ اتفاقية التعاون المُبرمة بينهما في المجال القضائي مثلما كشف عنه تحقيق سويسري، فُتح على إثر اختطاف 32 سائحا أوروبيا، من بينهم أربعة سويسريين في الصحراء الجزائرية سنة 2003. وقال إرنست رودونر في تصريح سابق لموقع "أنفو سويس" : "لقد حاولنا بكل السُّبل، لكن الجزائر ترفُض التعاون القضائي مع سويسرا ومع بقية الدّول المعنية بعملية الاختطاف كذلك، إنه أمر مؤسف". ورد سفير الجزائر بالفيدرالية السويسرية كمال حوحو على هذه الاتهامات بالنفي بشكل قاطع ما جاء على لسان القاضي السويسري، وأوضح حوحو "الأكيد، سواء في هذا الملف أو في غيره من الملفات، أننا تعاونّا وسنتعاون بشكل كامل مع السلطات السويسرية، خاصة في المجال القضائي"، وأضاف المسؤول الجزائري: "ليس بإمكاني التعليق على أقوال قد يكون أدلى بها قُضاة سويسريون". ومعروف أن العناصر الإرهابية التي نفذت عملية اختطاف 32 سائحا يحملون جنسيات مختلفة ألمالية وسويسرية وهولندية والنمساوية في صحراء الجزائر سنة 2003 قد مثلوا أمام العدالة الجزائرية للتحقيق معهم وهم عدد من رفقاء عمار صايفي سلمتهم السلطات النيجرية إلى الجزائر بعد أن ألقت القبض عليهم سنة 2005، وتعتبر هذه العملية الأكبر من نوعها التي نفذتها الجماعات الإرهابية ضد رعايا أجانب حيث مكنت جماعة عمار صايفي المكنى عبد الرزاق البارا من الحصول على فدية من ألمانيا قدرت بخمسة ملايين أورو استعملها هذا القيادي في الجماعة السلفية للدعوة والقتال من شراء شحنة من الأسلحة من مالي هي عبارة عن أربع مسدسات من نوع "دوشكا 12.7 " و "دوشكا 14.5" و حوالي 300 بندقية رشاشة نوع "ي.آم.كا" مدفعين من نوع 81م - 6م-ماثنان "بي.كا.طا" وأربعة "آل.آر.آر.سي" و.08 للإشارة فإن عملية اختطاف 32 سائحا أجنبيا في صائفة 2003، وبعد حصول الجماعة الإرهابية على فدية كبيرة من برلين قد فتحت شهية "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي"، للقيام بعمليات مماثلة فيما بعد، حيث قام عناصر عبد الحميد أبو زيد أمير كتيبة طارق بن زياد باختطاف رعيتين نمساويتين هما (أندريا كلوبير ووولف جانج إبنر) واحتجزهما مدة ثمانية أشهر قبل إطلاق سراحهما مقابل فدية قدرها بعض المتتبعين بحوالي 5 ملايين أورو فضلا عن إطلاق سراح ناشطين موريتانيين تابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من السجون المالية، ومؤخرا فقط أعلن نفس التنظيم الإرهابي عن اختطاف دبلوماسيين كنديين وأربعة سياح أوربيين يجري البحث لتحديد مكان احتجازهم.