عالجت محكمة الجنايات بمجلس قضاء سعيدة مأساة اجتماعية اهتز لها الحاضرون، بعد أن توبع المدعو ''ب.د'' البالغ من العمر 94 سنة، بجناية إشعال النار عمدا في زوجته قصد إزهاق روحها. وتعود تفاصيل هذه القضية، حسب تصريحات المتهم، إلى سنة 1102، عندما اتجهت الضحية التي كانت تقيم بالمشرية إلى منزل أهلها الواقع بدائرة يوب بسعيدة، بنية الرجوع بعد أيام، إلا أنه بعد اتصاله بشقيقها أخبره أنها غادرت المنزل إلى وجهة مجهولة، وعند اتصالها به أكدت له أنها متواجدة بمنزل إحدى السيدات بسعيدة وطلبت منه عدم البحث عنها، وتواصلت بينهما الاتصالات إلى غاية يوم 02 مارس من نفس السنة، حين ضرب لها موعدا عند محطة سيارات الأجرة بحجة رؤية أولاده. وعند لقائهما لاحظ عليها تغيرا في طريقة لباسها أثار شكوكه، واستفسرها عن هوية هذه المرأة التي تأويها، فرفضت الإدلاء بأي تصريح يخصها، كما طلب منها الرجوع إلى منزلها العائلي وأصر عليها إلا أنها رفضت ذلك وطلبت منه تركها وحالها، فطلب منها انتظاره لبضع دقائق لشراء الحلوى لأولاده، فاتجه إلى أحد المحلات بمنطقة المحطة واشترى الديليون وولاعة، ثم اتجه نحوها وأسقطها أرضا، ثم صب الديليون فوق وجهها وأضرم النار به وبدأت بالاشتعال أمام مرأى أولادها، في حين قام المتهم بإبعاد أطفاله وبقي يتفرج إلى أن أقبل المواطنون وقاموا بإطفاء النيران التي التهبت بملابس الضحية، التي تعرضت لحروق على مستوى وجهها ويديها ورجليها، ليتم نقلها إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى أحمد مدغري بسعيدة، حيث مُنحت لها شهادة طبية تثبت عجزها عن العمل لمدة 03 يوما. المتهم أثناء جلسة المحاكمة أكد أن هدفه من وراء إضرام النار في زوجته كان تشويه وجهها حتى لا ينظر إليها أحد، خاصة أنها فائقة الجمال، مؤكدا أن في وقت الوقائع كان في حالة غضب. أما الضحية فتنازلت عن شكواها، مطالبة المحكمة بإطلاق سراح المتهم للعيش رفقة أبنائه والدموع تنهمر من عينيها، مؤكدة أنها عادت إلى منزلها العائلي، بينما طالب النائب العام بتسليط عقوبة المؤبد في حق المتهم، الذي أدانته المحكمة ب 5 سنوات حبسا نافذا.