السكنات الهشة تقتل 8 أشخاص خلال 3 أيام خلف ليلة أول أمس انهيار أرضية العمارة في رقم 11 شارع طنجة بالجزائر الوسطى الذي يضم في أسفله مطعما وفاة شخص و إصابة أربعة آخرين، و كانت السلطات قد قررت إخلاء العمارة المتكونة من أرضية و أربعة طوابق في وقت سابق لعدم صلاحية السكن بها و لم يكن بالعمارة سوى مطعم و دكان. وقد وقع الحادث حسب مصالح الحماية المدنية قبل منتصف الليل و سمح التدخل الفوري للإسعافات بإنقاذ أربعة أشخاص على قيد الحياة من الأنقاض خلال ليلة الجمعة إلى السبت، و قاموا بإجلاء حوالي 25 طنا من الأنقاض بغية إنقاذ الجرحى الأربعة و ظلوا مرابظين بموقع الإنهيار إلى غاية الساعة العاشرة من صبيحة أمس على أمل انتشال الضحية التي "صرح أطباء الحماية المدنية بوفاتها". ويصل عدد ضحايا التقلبات الجوية من سكان البنايات القديمة و الهشة بذلك إلى 8 أشخاص خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بعد إنهيار سكناتهم الهشة بعين الدفلى، (3 ضحايا) الحمري بوهران (3 ضحايا)، القصبة بالعاصمة (ضحيتين قاصر وشاب) ، و تعيد هذه الوفيات طرح إشكالية البنايات القديمة التي باتت تشكل خطرا على سكانها خاصة إلى الواجهة خاصة في ظل توقعات بموسم شتوي ممطر جدا و عدم وجود إحصائية وطنية عن البنايات القديمة و الآيلة للسقوط . ويكشف آخر إحصاء متوفر لدى "النهار" عن وجود 65 ألف بناية قديمة آيلة للسقوط بالعاصمة من مجموع 450 ألف بناية قديمة على المستوى الوطني لم تخضع جميعها للترميم أو ترحيل سكانها رغم تصنيفها ضمن البنايات المهددة بالسقوط في أية لحظة. وتنتشر هذه البنايات التي يعود تاريخ بنائها إلى القرنين 17 و18 ببلديات الحراش والمرادية وحسين داي، المدنية وبلوزداد والجزائر الوسطى إضافة إلى سيدي أمحمد و باب الواد والقصبة وبولوغين والرايس حميدو وهي الأحياء التي أحصت مؤخرا أكبر عدد من العائلات المنكوبة التي غمرت السيول سكناتها و أدت إلى إنهيار أجزاء منها. وكان الإتحاد الوطني للخبراء المهندسين المعماريين قد دق ناقوس الخطر قبل أشهر بشأن خطر البنايات الهشة و الآيلة للإنهيار خاصة في ظل عدم خضوعها للترميم أو إزالتها و أكد أن "العاصمة تنام على قنبلة ذرية" وذهب للتأكيد على أنه في حال وقوع زلزال عنيف بقوة 5 درجات فإن ذلك سيؤدي إلى كارثة حقيقية بسبب سقوط البنايات الهشة بفعل هزات ارتدادية تخلف خسائر بشرية ثقيلة على اعتبار أن عائلات كثيرة العدد تقيم في هذه البنايات من بينهم أطفال ونساء وكان الإتحاد قد دعا إلى الإسراع في "تجسيد عمليات الترميم قبل حلول فصل الشتاء أو هدم هذه البنايات". ولا توجد في العاصمة إحصائية عن البنايات الهشة و السكنات الآيلة للسقوط باستثناء حي القصبة حسب الإتحاد حيث توجد بالعاصمة 1548 بلدية لا تتوفر على عملية جرد لعقاراتها و منها بطاقية عن البنايات الهشة التي تشكل خطرا على سكانها وتم حسب الإتحاد الوطني للخبراء المهندسين المعماريين إحصاء 1521 بناية قديمة موزعة على 114 بناية بسيدي أمحمد ،30 بناية بباب الوادى، 7 بنايات ببلدية حسين داي ، إضافة إلى 7 بنايات قديمة بالجزائر الوسطى وتبقى البنايات بحاجة إلى ترميم 383 بناية بسيدي أمحمد 262 بناية بباب الوادى، 500 بئر مراد رايس ، 152 بالدار البيضاء ، 46 بحسين داي و 8 بالجزائر الوسطى و هو ما يعكس خريطة إنتشار البنايات القديمة والهشة في العاصمة. و شدد الإتحاد في جميع تصريحاته على ضرورة " إحصاء وحصر كل البنايات القديمة للتكفل بها وإعادة ترميمها أو إزالتها إذا اقتضت الضرورة" . لكن مديرية السكن لولاية الجزائر تؤكد أن 10.800 عمارة بولاية الجزائر قد خضعت لدراسة تقنية لمعرفة حالتها المعمارية ومدى مقاومتها للتغيرات الطبيعية حسب مدير السكن شملت كل العمارات وكان قد صرح أن الهدف من هذه الدراسة هو "تصنيف العمارات والبنايات القديمة وتحديد تلك الآيلة للسقوط أو تلك التي هي في حاجة إلى إعادة تهيئة وترميم إضافة إلى تصنيف البنايات التي لديها قيمة تاريخية وتحديد نوعية الأشغال التي تحتاجها " و في إنتظار تحقيق ذلك تبقى آلاف العائلات تعيش تحت مخاوف سقوط سكناتها و تقول السلطات أنها لا تملك حلولا عاجلة لترحيلهم.