ثمنت إنعام بيوض، مديرة المعهد العالي العربي للترجمة التابع لجامعة الدول العربية، أمس، التجربة الجزائرية في مجال التعريب، معتبرة أنها تمكنت من إعادة بعث اللغة العربية انطلاقا من نقطة الصفر بعد الاستقلال نظرا لطمس الاستعمار الفرنسي لمعالم الشخصية والهوية الجزائرية، من جهة أخرى لم تنف وجود هفوات في هذه التجربة التي دعت الدول العربية إلى الاستفادة منها. سارة.ب دعت إنعام بيوض، مديرة المعهد العالي العربي للترجمة التابع لجامعة الدول العربية، أمس، الدول العربية للاستفادة من التجربة الجزائرية في مجال التعريب، حيث أكدت أن الجزائر لها تاريخ في هذا المجال ، باعتبار أنها انطلقت من الصفر بعد الاستقلال، بعد فترة الاستعمار التي حاول المستعمر الفرنسي فيها القضاء على هوية الجزائر. وقد أشارت مديرة المعهد العالي العربي للترجمة إلى العملية الجبارة التي واصلتها الجزائر على مر العقود، وخلال استضافتها في القناة الإذاعية الأولى عبرت بيوض عن أهمية الاستشهاد بالتجربة الجزائرية في التعريب، بالرغم من الهفوات التي تضمنتها، مشيرة على التمكن من تعريب العلوم الإنسانية في الجامعات وهو ما وصفته ذات المتحدثة بالصعب. من جهة أخرى أكدت بيوض أن القرار السياسي في عملية التعريب مهم جدا بالإضافة على الالتفاف الشعبي والنخبوي والجامعي حول مشروع التعريب، مستشهدة بالكثير من الدول الصغيرة التي تحولت إلى قوى عالمية لها وزنها ولم تتخل في أي فترة من تاريخها عن لغتها الخاصة مثل كوريا والمجر، معتبرة أن اللغة لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن تكون عائقا. وعن أهم المشاكل التي تعترض المعهد العالي العربي للترجمة شددت ذات المتحدثة على انعدام مقر خاص به، وإلى جانب الإمكانيات المادية التي تبقى محدودة، مشيرة إلى المشروع الذي طرحه المعهد على الجامعات العربية للاستفادة من الأساتذة الجامعيين في الترجمة كل حسب تخصصه. وكانت بيوض قد أشارت إلى أن عدد الأشخاص القراء القادرين على القراءة بالفرنسية في الجزائر يعدون على الأصابع، وهناك من يقول إن الجزائر متفرنسة فهذا يعتبر خلطا، إضافة إلى أنه غير صحيح ف 5 بالمائة فقط، من سكان الجزائر، يتقنون اللغة الفرنسية وهي نسبة ضئيلة جدا ولا تقاس بالنسبة لمجموعة الكتب المنشورة، مؤكدة أنه عوض أن نترجم إلى لغات أخرى نساهم في نشر اللغة العربية. والحث على القراءة يكون ابتداء من الأسرة إلى المدرسة وعن طريق الإشهار للكتاب أيضا باعتبار أن الكتاب في الجزائر لا يشهر له. وفي مجال التعريب دائما قدمت دولة الكويت أول أمس شيكا مصرفيا بقيمة ثلاثة ملايين يورو الى معهد العالم العربي في باريس، لإعادة تصميم متحف المعهد ولإنشاء مكتبة سمعية وبصرية. ويجمع معهد العالم العربي بفرنسا 21 دولة عربية ويهدف إلى تطوير فهم العالم العربي ولغته وحضارته في فرنسا وتشجيع التبادل الثقافي والتعاون بين فرنسا والعالم العربي..