فازت الحركة الوطنية للانقاذ الحاكمة في تشاد بالاغلبية في المدن الرئيسية في اول انتخابات بلدية في تاريخ البلاد كما كشفت نتائج موقتة الاثنين، مما اثار احتجاج المعارضة التي تحدثت عن عمليات تزوير يوم الاقتراع. وتفيد النتائج التي اعلنها التلفزيون الوطني نقلا عن اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة ان حزب الرئيس ادريس ديبي فاز بستة من الدوائر العشر في العاصمة نجامينا وضمن 68,77 بالمئة من الاصوات في ابيشي ثاني مدن البلاد. وهزم زعيم المعارضة الديموقراطية صالح كيبزابو الذي كان قد دان "محاولات التزوير" في الاقتراع، في ليري (جنوب غرب تشاد) في مواجهة مرشح الحركة الوطنية الذي حصل على 53,90 بالمئة من الاصوات. وحصل حزب ديبي على الاغلبية المطلقة في 12 من 43 دائرة شملها التصويت. لكنه تقاسم المقاعد مع احزاب اخرى متحالفة معه في صحر (جنوب) ثالث مدن البلاد حيث هزم الاتحاد من اجل الجمهورية والديموقراطية (حزب المعارض التاريخي وادال عبد القادر كاموغي الذي توفي في ايار/مايو). اما تحالف المعارضة الرئيسي تنسيقية الاحزاب السياسية للدفاع عن الدستور الذي يضم 16 حزبا وقدم لوائح موحدة في 32 دائرة، فلم يفز بالاغلبية سوى في عدد قليل منها. وقد عزز كاسيريه كوماكويي (التجمع الوطني من اجل الديموقراطية والتقدم) حليف حركة الانقاذ الوطني، موقعه في منطقة كيلو (جنوب). وكان كيبزابو حذر من "التزوير الانتخابي" معتبرا ان في الحزب الحاكم "اشخاصا لديهم عدة بطاقات انتخاب ويقترعون مرارا". كما اخذ المعارض على "الدولة عدم دفع مساعداتنا وضمانات الانتخابات السابقة، وهذا ليس سهلا بالنسبة لاحزاب فقيرة مثلنا لقد افرغوا جيوبنا تماما مع حلول الانتخابات البلدية". ولم تنشر اي ارقام عن نسبة المشاركة بينما لم تثر الانتخابات اي حماس في نجامينا. ويفترض ان تعلن النتائج النهائية للاقتراع في 22 شباط/فبراير، كما اعلن نائب رئيس اللجنة الانتخابية نصرماجي نغارينغيم. وبعد ان كانت مقررة في حزيران/يونيو ارجئت الانتخابات الى اوت اب/اغسطس ثم الى 16 تشرين الاول/اكتوبر قبل تأجيلها الى 27 تشرين الثاني/نوفمبر ثم 15 كانون الثاني/يناير. وقد نظمت اخيرا في 22 كانون الثاني/يناير. وخلال الانتخابات التشريعية في 13 شباط/فباير فازت حركة الانقاذ الوطني الحاكمة ب113 مقعدا من اصل 188 في الجمعية الوطنية. وقاطعت المعارضة الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل 2011 (83,59% من الجولة الاولى) التي انتهت باعادة انتخاب الرئيس ادريس ديبي بفوز ساحق، لولاية رابعة. وكان ديبي تولى السلطة اثر انقلاب سنة 1990 اطاح فيه بالديكتاتور حسين حبري. وهو يتمتع بدعم فرنسا التي تنشر قوات في تشاد بدون انقطاع منذ 1960. وتشاد بلد صحراوي اساسا يبلغ عدد سكانه 11,1 مليون نسمة ويشهد حركات تمرد باستمرار. وهو من افقر بلدان العالم ولا يستفيد من الثروة النفطية فيه سوى عدد قليل منذ بداية استغلالها في 2003 الجزائر-النهار اونلاين