أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير اليوم الثلاثاء أن السودان وتشاد "طويا نهائيا صفحة المشاكل" بينهما، مؤكدا أن الخرطوم على استعداد لتطبيع العلاقات مع نجامينا. * وقال البشير في كلمة في قاعة المؤتمرات في الخرطوم أمام الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي بدأ الاثنين زيارة هي الأولى إلى الخرطوم منذ ست سنوات "أقول لشعبيينا في السودان وتشاد نحن بهذا طوينا صفحة المشاكل بيننا نهائيا واتفقنا على العمل سويا لتحقيق الأمن والاستقرار وجعل الحدود بيننا منطقة لتبادل منافع". * ومن جانبه قال ديبي "جئت بقلب مفتوح ويد ممدودة لكتابة صفحة جديدة في علاقاتنا". * وكانت العلاقات بين السودان وتشاد جيدة نسبيا مع بداية النزاع في إقليم دارفور قبل سبع سنوات ولكنها أخذت في التدهور اعتبارا من العام 2005 . * ووقع البلدان عدة اتفاقات لتطبيع العلاقات غير أنها ظلت حبرا على ورق خصوصا اتفاق عدم الاعتداء الذي وقعتاه في دكار في مارس 2008. * لكن السودان وتشاد وقعا في نجامينا منتصف جانفي الماضي اتفاقية "لتطبيع العلاقات" تتضمن ملحقا أطلق عليه "بروتوكول تامين الحدود" يقضي بنشر قوات مشتركة في المنطقة الحدودية. * وأوضح الرئيس السوداني أن مشروعات تنموية مشتركة ستقام في المنطقة الحدودية من اجل مساعدة الشعبين اللذين تضررا من الحرب الأهلية في دارفور. * و بدوره أكد ادريس ديبي أن التهدئة وحدها لا تكفي والاتفاقات والبروتوكولات وحدها أيا كانت مواصفاتها، لا يمكن أن تعيد الثقة ما لم يكن هناك جهد سياسي،وقال آن الأوان لتكريس هذا السلام. * وأكد مسؤولون سودانيون أن الرئيس البشير وافق على دعوة وجهها له ديبي بزيارة نجامينا. * وكان الموفد الأمريكي إلى السودان سكوت غريشون اعتبر مساء الاثنين أن تطبيع العلاقات بين تشاد والسودان يمكن أن يضع حدا لما سماه "لانعدام الأمن في دارفور". * غير أن الدبلوماسي الأمريكي رأي انه إضافة إلى تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد فان إنهاء النزاع في دارفور ما زال يتطلب ما قال "تطورا نحو توحيد المتمردين ثم التصدي لمسألة تقاسم السلطة السياسية". * وسيجري السودان في أفريل المقبل أول انتخابات تعددية منذ العام 1986. ولكن حركات التمرد في دارفور تقاطع هذا الاقتراع الذي لم يكن بوسعها في كل الحالات المشاركة فيه ما لم تضع السلام وهو شرط منصوص عليه في القانون الانتخابي.