تفتقر دائرة المنيعة رغم التنوع الأحيائي والبيولوجي بها الى حديقة للحيوانات على الرغم من المحاولات المتكررة لجمعية جمعية ترقية الصحة وتطوير البحث العلمي (فورام) ببلدية حاسي القارة التي عمدت الى إنشاء حديقة للحيوانات تتربع على مساحة هكتارين وتضم حيوانات مختلفة كالوز والبط والنعام والطاووس والغزلان والقرد الإفريقي إلى جانب طيور مستقدمة من فرنسا. ونظرا لأهمية وندرة بعضها، فقد عمدت الجمعية إلى وضع نظام غذائي وصحي خاص بهذه الحيوانات يكلف شهريا مثلا مبلغ عشرين ألف دينار جزائري للقرد الواحد. هذه الرعاية تنعدم تماما بالنسبة لحيوانات بحيرة حاسي القارة المصنفة محمية دولية وفقا لاتفاقية "رامصار" إذ تتعرض الطيور النادرة بها للقتل أو البيع كالبلشون والباز والشاهين، حيث تباع هذه الأخيرة علنا في السوق الأسبوعي صبيحة كل يوم جمعة بمعية الفنك بأثمان زهيدة دون أن تحرك الجهات المعنية ساكنا ولا يستثني الأمر المواطنين الذين تحتفظ شريحة كبيرة منهم بطيور الزينة والحيوانات البرية كالغزال والصقور في تأثر واضح بالعادات الخليجية، الأمر طال كذلك طائر الحبارى المهدد بالانقراض مما دفع بالمديرية العامة للغابات إلى رصد مكافأة مالية لمن يعثر على بيض الحبارى. وفيما يتعلق بالبيئة وتحسين المحيط تفتقر المنيعة لمساحات خضراء وسط المدينة، ما جعل هذه المسألة تعود لتطفو على السطح من جديد بعد شروع السلطات المحلية في إعادة تهيئة إحدى المساحات الخضراء الواقعة قرب مقر الدائرة، هذه التهيئة أثارت قلق ومخاوف العديد من المواطنين الذين اعتبروا العملية تمهيدا لزحف الخرسانة المسلحة، وبالتالي تقلص الأماكن الخضراء التي أضحت المدينة بأمس الحاجة إليها في ظل حرارة الصيف التي لا تطاق وكذلك من أجل الاستجمام. هذا الانشغال ردت عليه السلطات المحلية، حيث بررت ما يحدث بأنه استحداث لفضاء للتنزه بشكل نظامي وعصري، مضيفة أن زحف الخرسانة لن يكون بالشكل الذي يفقد المكان نظارته. يحدث هذا في ظل صمت مطبق من قبل الجمعيات المهتمة بشؤون البيئة ما عدا جمعية العلوم وحماية البيئة التي أبدى رئيسها الأستاذ الباحث أحمد صيقع استعداده الفوري لتزويد كامل المنطقة بالأشجار الغابية وأشجار الزينة مجانا، داعيا في ذات الوقت لتفعيل الوعي والقيام بحملات تحسيسية من أجل الحفاظ على اخضرار المكان ليس في الساحات العمومية فحسب، بل حتى على مستوى المؤسسات والبيوت، لأن الخطر في نظره لا يكمن في تصحر المكان بل في تصحر العقول، تصحر جعل الكثيرين يحنون لعهد السبعينيات الذي كانت فيه مدينة تزخر بخزان