صنفت حديقة الحيوانات بتازة والمتواجدة تحديدا ببلدية "العوانة" ضمن الأقطاب السياحية الهامة التي ساهمت في تحريك الركود السياحي بالولاية على غرار شريطها الساحلي الجذاب الذي يعرف نشاطا صيفيا خاصا. يقصد الحديقة زوار من كل الأعمار، يأتون من كل حدب وصوب طيلة فصول السنة لاسيما خلال موسم الاصطياف والعطل المدرسية، لكونها متنفسا وفضاء يتيح للزائرين فرصة التمتع بالمناظر الطبيعية العذراء والاصناف الحيوانية المختلفة الموجودة بالحديقة. وحسب المسير المالي لإدارة الحديقة السيد بوالنار عبد السلام فإن تعدد الأصناف الحيوانية وتوفر الحديقة على ألعاب ووسائل ترفيه للأطفال، إضافة للمساحات الخضراء بها، لعب دورا كبيرا في استقطاب هذا الكم الهائل من الزوار، وهو ما انعكس إيجابا على الدخل اليومي لهذا لمرفق، حيث ارتفعت المداخيل بنسبة 6? في الايام العادية، أما خلال موسم الاصطياف فترتفع المداخيل بنسبة 200? وهذا ما جعل مداخيل الحظيرة تصل إلى مليار سنتيم في السنة، وحسب ذات المصدر فإنه منذ انطلاق أشغال الحظيرة كمشروع سياحي تنموي في ربيع 2006 لم تحقق أي تراجع مع استمرار ارتفاع الدخل المالي، رغم أن تكاليف إنجازها قدرت بالملايير. وتقدر المساحة الإجمالية للحديقة ب 24 هكتارا وهي تابعة إلى الحظيرة الوطنية "لتازة" بنفس المنطقة، وتتوفر الى حد اليوم حسب معلومات أفادتنا بها الطبيبة البيطرية للحديقة على 298 حيوان من 33 نوعا حيوانيا، منها التي يتم الحصول عليها في إطار مشاريع التبادل مع الحظيرة الوطنية "بن عكنون" وأخرى جلبت من الخارج كالدب والذئب من منطقة "سيبيريا" بالضبط، أما بعض الحيوانات فتنتمي الى المنطقة ك "الخنزير"، "الدربان"، و"النمس" باعتبار منطقة "العوانة" ذات طابع جبلي تعيش بها مثل هذه الحيوانات، كما تضم الحديقة 09 أنواع من الطيور، كالنعامة الاسترالية، والبط إضافة الى بعض الثدييات كالحمار الوحشي، الحمار الأسمر، الإبل البربري، والغزال بأنواعه... وبفضل مشاريع تبادل الحيوانات بين الجزائر ودول أخرى، ينتظر أن تتدعم الحديقة ايضا بألعاب تسلية للأطفال.. وكذا فتح مجال آخر بالحظيرة، وهو الاهتمام بتربية الأسماك والحيوانات البرمائية بمختلف أنواعها، وهذا قصد التعريف بخصوصيات الولاية لاسيما في مجال الصيد البحري. وتبقى حديقة الحيوانات بجيجل في ظل المساحة التي تتربع عليها والغطاء النباتي الهائل الذي تتوفر عليه بحاجة الى دعم وعناية أكبر، لتدارك المشاكل التي تتعرض الحظيرة خلال هذا الموسم خاصة الفيضانات التي كادت أن تتلف المساحات الخضراء بها، في حين تلقى الحيونات عناية خاصة أثناء هذه الفترات الصعبة، وهذا من أجل التحضير لموسم اصطياف نشط من شأنه أن يدر عائدات أكبر على الحديقة. وفي هذ الصدد تحضر إدارة الحظيرة برنامجا مميزا باعتبارها نموذجا حيا للسياحة الجبلية بالولاية.